الجرشي
يزيد بن الأسود الجرشي من سادة التابعين بالشام ، يسكن بالغوطة بقرية زبدين .
أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وله دار بداخل باب شرقي .
قال يونس بن ميسرة ، قلت له : يا أبا الأسود كم أتى عليك؟ قال : أدركت العزى تعبد في قرية قومي .
قيل إنه قال : قلت لقومي : اكتبوني في الغزو . قالوا : قد كبرت . قال : سبحان الله ، اكتبوني فأين سوادي في المسلمين؟ قالوا : أما إذ فعلت فأفطر وتقو على العدو ، قال : ما كنت أراني أبقى حتى أعاتب في نفسي ، والله لا أشبعها من الطعام ، ولا أوطئها من منام حتى تلحق بالله .
[ ص: 137 ] وروى ، عن صفوان بن عمرو قال : خرج سليم بن عامر معاوية يستسقي ، فلما قعد على المنبر ، قال : أين يزيد بن الأسود؟ فناداه الناس ، فأقبل يتخطاهم . فأمره معاوية ، فصعد المنبر ، فقال معاوية : اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا ، يا يزيد بن الأسود يزيد ، ارفع يديك إلى الله . فرفع يديه ورفع الناس فما كان بأوشك من أن ثارت سحابة كالترس ، وهبت ريح ، فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم . سمعها أبو اليمان من صفوان .
وقال سعيد بن عبد العزيز وغيره : استسقى الضحاك بن قيس بيزيد بن الأسود فما برحوا حتى سقوا .
وروى الحسن بن محمد بن بكار ، عن أبي بكر عبد الله بن يزيد قال : حدثني بعض المشيخة أن كان يسير في يزيد بن الأسود الجرشي أرض الروم هو ورجل ، فسمع هاتفا يقول : يا يزيد ، إنك لمن المقربين ، وإن صاحبك لمن العابدين ، وما نحن بكاذبين .
قال سعيد بن عبد العزيز : إن عبد الملك لما سار إلى مصعب رحل معه ، فلما التقوا قال : اللهم احجز بين هذين الجبلين ، وول أحبهما إليك ، فظفر يزيد بن الأسود عبد الملك .
قال بلغني أنه كان يصلي العشاء الآخرة بمسجد ابن عساكر دمشق ، ويخرج إلى " زبدين " فتضيء إبهامه اليمنى ، فلا يزال يمشي في ضوئها إلى القرية .
وشهده وقت الموت واثلة بن الأسقع .