ابن الحداد
الإمام الحافظ ، المتقن الثقة ، العابد الخير أبو نعيم عبيد الله ابن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الحداد ، مفيد أصبهان في زمانه .
ولد سنة ثلاث وستين وأربعمائة .
وسمع أبا عمرو عبد الوهاب بن منده ، وحمد بن ولكيز ، وأبا طاهر أحمد بن محمد النقاش ، وسليمان بن إبراهيم ، وعدة بأصبهان ، وأبا المظفر موسى بن عمران ، وأبا بكر بن خلف الشيرازي ، وخلقا بأصبهان ، وشيخ الإسلام ، وأبا عبد الله العميري ، ونجيب بن ميمون ، وأبا عامر الأزدي بهراة ، وأبا الغنائم بن أبي عثمان ، والنعالي ، وطراد بن محمد ببغداد .
[ ص: 487 ] قال محمد بن عبد الواحد : هو صديق لي ، أحد العلماء في فنون كثيرة ، بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة ، وله عندي أياد كثيرة ، سفرا وحضرا ، جمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه من الكتب والسماعات الغزيرة ، صدوق في جمعه وكتبه ، أمين في قراءته .
قلت : قل ما روى ، وقد نسخ الكثير ، وصنف ، وكان يكرم الغرباء ويفيدهم ، ويهبهم الأجزاء ، وفيه دين وتقوى وخشية ، ومحاسنه جمة ، جمع أطراف " الصحيحين " ، وانتشرت عنه ، واستحسنها الفضلاء ، وانتقى عليه الشيوخ ، فالثقفيات من تخريجه .
مات في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وخمسمائة .
وآخر من روى عنه بالإجازة عفيفة الفارفانية .
أنبؤونا عن محمد بن مكي الحنبلي ، قال : قيل : إن أبا نعيم بن الحداد ناظر شهردار بن شيرويه - وكان قد تأخر عن أبي علي الحداد لأجل سماع " صحيح مسلم " على أبي الحسن النيسابوري - فقال له : سبحان الله ، تركت العوالي عند أبي ، واشتغلت بالنوازل ؟ ! فقال : ليس عند أبيك " صحيح مسلم " ، وهو عال ، قال : نعم ، ولكن عنده المخرج عليه لأبي نعيم الحافظ ، وفيه عامة عواليه ، فإذا سمعت تلك من أبي ، فكأنك سمعتها من عبد الغافر الفارسي ، ولو شئت لقلت : كأنك سمعت بعضها من الجلودي ، وإن قلت : كأنك سمعتها من ابن سفيان لم أكذب ، وإن شئت قلت : كأنك سمعتها من مسلم .
ثم قال : وفيه أحاديث أعلى من هذا ، إذا سمعتها من أبي ، [ ص: 488 ] ساويت البخاري ومسلما ، ومن جملتها حديث المسور : فاطمة بضعة مني . إنما
أخبرنا طائفة إجازة أن عفيفة أنبأتهم عن عبيد الله بن الحسن ، أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي ، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الأصبهاني ، حدثنا أحمد بن مهدي ، حدثنا ثابت بن محمد ، حدثنا ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزبير جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يقطع الصلاة الكشر ، ولكن يقطعها القرقرة .
هذا حديث منكر ، وثابت واه .