جمال الإسلام
الشيخ الإمام العلامة ، مفتي الشام جمال الإسلام ، أبو الحسن [ ص: 32 ] علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح ، السلمي الدمشقي الشافعي الفرضي .
سمع أبا نصر بن طلاب الخطيب ، ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبا الحسن بن أبي الحديد ، ونجا العطار ، وغنائم بن أحمد ، وابن أبي العلاء المصيصي ، والفقيه نصرا المقدسي وعدة .
وتفقه على القاضي أبي المظفر المروزي ، وكان معيدا للفقيه نصر .
وقال فيما حكاه الغزالي أنه قال : خلفت ابن عساكر بالشام شابا إن عاش كان له شأن . فكان كما تفرس فيه ، ودرس بحلقة مدة ، ثم ولي تدريس الأمينية في سنة أربع عشرة . الغزالي
قال : سمعنا منه الكثير ، وكان ثقة ثبتا ، عالما بالمذهب والفرائض ، يحفظ كتاب " تجريد التجريد " ابن عساكر لأبي حاتم القزويني وكان حسن الخط ، موفقا في الفتاوى ، على فتاويه عمدة أهل الشام ، وكان كثير [ ص: 33 ] عيادة المرضى وشهود الجنائز ، ملازما للتدريس ، حسن الأخلاق ، وله مصنفات في الفقه والتفسير ، وكان يعقد مجلس التذكير ، ويظهر السنة ، ويرد على المخالفين ، لم يخلف بعده مثله .
قلت : المخالفون يعني بهم الرافضة ، وكانت الدولة لهم .
حدث عنه : السلفي ، وابنه وابن عساكر القاسم ، وخطيب دومة عبد الله بن حمزة الكرماني ، وعبد الوهاب بن علي والد كريمة ، ومكي بن علي ، ويحيى بن الخضر الأرموي ، وإسماعيل الجنزوي وأبو طاهر الخشوعي ، ومحمد بن الخصيب ، والقاضي أبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني ، وأملى عدة مجالس .
وقد ذكره في كتاب " تبيين كذب المفتري " وقال : عني بكثرة المطالعة والتكرار ، فلما قدم ابن عساكر الفقيه نصر المقدسي لازمه ، ولازم مدة مقامه الغزالي بدمشق ، وهو الذي أمره بالتصدر بعد شيخه نصر ، وكان يثني على علمه وفهمه ، وكان عالما بالتفسير والأصول والفقه والتذكير والفرائض والحساب وتعبير المنامات ، توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة ساجدا في صلاة الفجر .
قلت : مات في عشر التسعين .
[ ص: 34 ] ومات ابنه الفقيه إسماعيل بن علي بأصبهان بعد سنة سبعين وخمس مائة ، وكان قد سكن أصبهان ، وجاءته الأولاد ، وقدم قبيل موته ، فباع ملكا له ، ورجع إلى أصبهان ، سمع منه الحافظ أبو المواهب .