ابن الشجري
العلامة ، شيخ النحاة أبو السعادات ، هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة بن علي ، الهاشمي العلوي الحسني البغدادي ، من ذرية جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
[ ص: 195 ] قال ابن النجار : ابن الشجري شيخ وقته في معرفة النحو ، درس الأدب طول عمره ، وكثر تلامذته ، وطال عمره ، وكان حسن الخلق ، رفيقا .
روى عن : أبي الحسين المبارك بن الطيوري كتاب " المغازي " لسعيد بن يحيى الأموي .
قرأ عليه : ابن الخشاب ، وابن عبدة ، والتاج الكندي ، وأبو الحسن ابن الزاهدة .
وروى عنه أيضا : عبد الملك بن المبارك القاضي ، وأحمد بن يحيى بن الدبيقي ، وسليمان بن محمد الموصلي ، وعبد الله بن عثمان البيع ، وآخرون .
قال السمعاني : كان نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن ولد الطاهر ، وكان أحد أئمة النحاة ، له معرفة تامة باللغة والنحو ، وله تصانيف ، وكان فصيحا ، حلو الكلام ، حسن البيان والإفهام ، قرأ الحديث على جماعة من المتأخرين مثل أبي الحسين بن الطيوري ، وأبي علي بن نبهان . كتبت عنه .
وقال الكمال عبد الرحمن بن محمد الأنباري شيخنا أبو السعادات ، كان فريد عصره ، ووحيد دهره في علم النحو ، أنحى من رأينا ، وآخر من شاهدنا من حذاقهم وأكابرهم ، وعنه أخذت النحو ، وكان تام المعرفة باللغة ، أخذ عن أبي المعمر بن طباطبا ، وصنف ، وأملى كتاب [ ص: 196 ] " الأمالي " ، وهو كتاب نفيس يشتمل على فنون ، وكان فصيحا ، حلو الكلام ، وقورا ذا سمت ، لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا وتتضمن أدب نفس أو أدب درس ، ولقد اختصم إليه علويان ، فقال أحدهما : قال لي كذا وكذا . قال : يا بني احتمل ، فإن الاحتمال قبر المعايب .
قال ابن خلكان لما فرغ ابن الشجري من كتاب " الأمالي " أتاه ابن الخشاب ليسمعه ، فامتنع ، فعاداه ، ورد عليه في أماكن من الكتاب ، وخطأه ، فوقف ابن الشجري على رده ، فألف كتاب " الانتصار " في ذلك . قال : ولدت في رمضان سنة خمسين وأربعمائة .
توفي في السادس والعشرين من رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ودفن بداره وإنما سمع الحديث في كهولته .