الشيخ رسلان
هو الشيخ الزاهد العابد ، بقية المشايخ رسلان بن يعقوب بن عبد الرحمن الجعبري ، ثم الدمشقي ، النشار ، من أولاد الأجناد الذين بقلعة جعبر .
[ ص: 380 ] صحب الشيخ أبا عامر المؤدب الذي هو مدفون مع الشيخ رسلان في قبته بظاهر باب توما -ودفن عندهما ثالث وهو أبو المجد خادم رسلان - وكان أبو عامر قد صحب الشيخ ياسين تلميذ الشيخ مسلمة . وقيل : إن مسلمة الزاهد صحب الشيخ عقيلا وهو صحب الشيخ علي بن عليم صاحب أبي سعيد الخراز .
كان نشارا في الخشب ، فقيل : بقي سنين يأخذ أجرته ، ويدفعها لشيخه أبي عامر ، وشيخه يطعمه . وقيل : بل كان يقسم أجرته ، فثلث يتصدق به ، وثلث لقوته ، وثلث لباقي مصالحه .
وكان يتعبد بمسجد داخل باب توما جوار بيته ، ثم انتقل إلى مسجد درب الحجر ، فأقام بجهته الشرقية ، وكان الشيخ أبو البيان في جانبه الغربي ، فتعبدا مدة ، وصحب كلا منهما جماعة ، ثم خرج الشيخ بأصحابه ، فأقام بمسجد خالد بن الوليد الذي تجاه قبته ، وعبد الله إلى أن مات في حدود سنة خمسين وخمسمائة أو بعد ذلك .
وقد سقت من أخباره في " تاريخنا الكبير " .
وكان ورعا قانتا ، صاحب أحوال ومقامات ، ولم تبلغني أخباره كما ينبغي ، وما علمته كان له اشتغال في العلم .