ابن خضير
الإمام المحدث الصادق المفيد أبو طالب ، المبارك بن علي بن محمد بن علي بن خضير ، البغدادي الصيرفي البزاز .
ولد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة .
[ ص: 488 ] وسمع بنفسه ما لا يوصف كثرة من : جعفر السراج ، والحاجب أبي الحسن بن العلاف ، وأبي سعد بن خشيش ، وأبي الغنائم النرسي ، وأبي القاسم بن بيان ، وأبي علي بن نبهان ، وأبي سعد بن الطيوري ، وأبي العز محمد بن المختار ، وينزل إلى قاضي المارستان ، وإسماعيل بن السمرقندي ، بل إلى ابن ناصر ، وابن البطي ، وارتحل فسمع بدمشق من هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة .
وبورك له في حديثه ، وحدث بأكثر مسموعاته مرارا .
روى عنه : ابن السمعاني ، وأبو القاسم بن عساكر ، وأبو الفضل بن شافع ، فأكثر ، وأبو الفرج بن الجوزي وأحمد بن البندنيجي ، وابن الأخضر ، وأبو طالب بن عبد السميع ، ، والحافظ عبد الغني والشيخ موفق الدين ، ومنصور بن المعوج وأحمد بن المعز الحراني ، وخلق ، وبالإجازة : الرشيد بن مسلمة .
قال : سمع الكثير ، ونسخ ، وله جد في الطلب على كبر السن ، وهو جميل الأمر ، سديد السيرة ، خرج له أبو سعد السمعاني أبو القاسم الدمشقي جزءا ، سمعت منه ، وسمع مني .
وقال ابن النجار : كان من المكثرين سماعا وكتابة وتحصيلا إلى آخر عمره ، وله في ذلك جد واجتهاد ، وكانت له حال واسعة من الدنيا ، فأنفقها في طلب الحديث وعلى أهله إلى أن افتقر ، كتب الكثير ، وحصل الأصول الحسان ، وكان عفيفا نزها صالحا متدينا ، يسرد الصوم ، وكان يمشي كثيرا [ ص: 489 ] في الطلب ، ويحدث من لفظه ، ويدور على المكاتب ، ويحدث الصبيان ، وكان صدوقا مع قلة معرفته بالعلم وسوء فهمه ، وكان خطه رديئا كثير السقم .
قال إبراهيم بن الشعار : مات شيخنا ابن خضير ليلة الجمعة ثالث عشر ذي الحجة من سنة اثنتين وستين وخمسمائة فجأة -رحمه الله .