الواقدي : حدثني ، سمعت هشام بن سعد الزهري وسئل عمن أخذ علمه؟ فقال : عن سعيد بن المسيب . وجالس زيد بن ثابت سعدا ، ، وابن عباس ، ودخل على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- : وابن عمر عائشة ، وسمع [ ص: 224 ] من وأم سلمة عثمان ، وعلي ، وصهيب ، ومحمد بن مسلمة . وجل روايته المسندة عن ، كان زوج ابنته ، وسمع من أصحاب أبي هريرة عمر ، وعثمان ، وكان يقال : ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه .
وعن قدامة بن موسى ، قال : كان ابن المسيب يفتي والصحابة أحياء .
وعن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : كان المقدم في الفتوى في دهره ، ويقال له : فقيه الفقهاء . سعيد بن المسيب
الواقدي : حدثنا ، عن ثور بن يزيد مكحول ، قال : عالم العلماء . سعيد بن المسيب
وعن علي بن الحسين ، قال : ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار ، وأفقههم في رأيه .
جعفر بن برقان : أخبرني ، قال : أتيت ميمون بن مهران المدينة فسألت عن أفقه أهلها ، فدفعت إلى . سعيد بن المسيب
قلت : هذا يقوله ميمون مع لقيه لأبي هريرة . وابن عباس
عمر بن الوليد الشني : عن شهاب بن عباد العصري : حججت فأتينا المدينة ، فسألنا عن أعلم أهلها فقالوا : سعيد .
قلت : عمر ليس بالقوي . قاله . النسائي
، عن معن بن عيسى مالك ، قال : كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي [ ص: 225 ] بقضية -يعني وهو أمير المدينة - حتى يسأل ، فأرسل إليه إنسانا يسأله ، فدعاه ، فجاء فقال سعيد بن المسيب عمر له : أخطأ الرسول ; إنما أرسلناه يسألك في مجلسك . وكان عمر يقول : ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه ، وكنت أوتى بما عند . سعيد بن المسيب
سلام بن مسكين : حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي ، قال : سألني فانتسبت له ، فقال : لقد جلس أبوك إلي في خلافة سعيد بن المسيب معاوية وسألني . قال سلام : يقول عمران : والله ما أراه مر على أذنه شيء قط إلا وعاه قلبه -يعني ابن المسيب - وإني أرى أن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب .
جعفر بن برقان : حدثنا ، بلغني أن ميمون بن مهران بقي أربعين سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين من الصلاة . سعيد بن المسيب
عفان : حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا علي بن زيد ، قلت : يزعم قومك أن ما منعك من الحج إلا أنك جعلت لله عليك إذا رأيت لسعيد بن المسيب الكعبة أن تدعو على ابن مروان . قال : ما فعلت ، وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم ، وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين مرة ; وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة ، وإني أرى ناسا من قومك يستدينون ويحجون ويعتمرون ثم يموتون ، ولا يقضى عنهم ، ولجمعة أحب إلي من حجة أو عمرة تطوعا . فأخبرت بذلك الحسن ، فقال : ما قال شيئا ، لو كان كما قال ما حج أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا اعتمروا .
[ ص: 226 ] فصل في عزة نفسه وصدعه بالحق
سلام بن مسكين : حدثنا عمران بن عبد الله ، قال : كان في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا ، عطاؤه ، وكان يدعى إليها فيأبى ويقول : لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين لسعيد بن المسيب بني مروان .
حماد بن سلمة : أنبأنا علي بن زيد أنه قيل : ما شأن لسعيد بن المسيب الحجاج لا يبعث إليك ، ولا يحركك ، ولا يؤذيك؟ قال : والله ما أدري ، إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد ، فصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها ، فأخذت كفا من حصى فحصبته بها . زعم أن الحجاج قال : ما زلت بعد أحسن الصلاة .
في " الطبقات " لابن سعد أنبأنا كثير بن هشام ، حدثنا جعفر بن برقان ، حدثنا ميمون ، وأنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا أبو المليح ، عن ، قال : قدم ميمون بن مهران عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة ، واستيقظ ، فقال لحاجبه : انظر ، هل في المسجد أحد من حداثنا؟ فخرج فإذا في حلقته ، فقام حيث ينظر إليه ، ثم غمزه وأشار بأصبعه ، ثم ولى ، فلم يتحرك سعيد بن المسيب سعيد ، فقال : لا أراه فطن ، فجاء ودنا منه ، ثم غمزه وقال : ألم ترني أشير إليك؟ قال : وما حاجتك؟ قال : أجب أمير المؤمنين . فقال : إلي أرسلك؟ قال : لا ، ولكن قال : انظر بعض حداثنا فلم أر أحدا أهيأ منك . قال : اذهب فأعلمه أني لست من حداثه . فخرج الحاجب وهو يقول : ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا ، وذهب فأخبر عبد الملك ، فقال : ذاك فدعه . سعيد بن المسيب
[ ص: 227 ] سليمان بن حرب : ، حدثنا وعمرو بن عاصم سلام بن مسكين ، عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي ، قال : حج ، فلما قدم عبد الملك بن مروان المدينة ووقف على باب المسجد أرسل إلى رجلا يدعوه ولا يحركه ، فأتاه الرسول وقال : أجب أمير المؤمنين ، واقف بالباب يريد أن يكلمك . فقال : ما لأمير المؤمنين إلي حاجة ، وما لي إليه حاجة ، وإن حاجته لي لغير مقضية ، فرجع الرسول ، فأخبره فقال : ارجع فقل له : إنما أريد أن أكلمك ، ولا تحركه . فرجع إليه ، فقال له : أجب أمير المؤمنين . فرد عليه مثل ما قال أولا . فقال : لولا أنه تقدم إلي فيك ما ذهبت إليه إلا برأسك ، يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذا ! فقال : إن كان يريد أن يصنع بي خيرا ، فهو لك ، وإن كان يريد غير ذلك فلا أحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض ، فأتاه فأخبره ، فقال : رحم الله سعيد بن المسيب أبا محمد ; أبى إلا صلابة .
زاد عمرو بن عاصم في حديثه بهذا الإسناد : فلما استخلف الوليد ، قدم المدينة ، فدخل المسجد ، فرأى شيخا قد اجتمع عليه الناس ، فقال : من هذا؟ قالوا : ، فلما جلس أرسل إليه ، فأتاه الرسول فقال : أجب أمير المؤمنين ، فقال : لعلك أخطأت باسمي ، أو لعله أرسلك إلى غيري ، فرد الرسول ، فأخبره ، فغضب وهم به ، قال : وفي الناس يومئذ تقية ، فأقبلوا عليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، فقيه سعيد بن المسيب المدينة ، وشيخ قريش ، وصديق أبيك ، لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه . فما زالوا به حتى أضرب عنه .
عمران بن عبد الله -من أصحاب - : ما علمت فيه [ ص: 228 ] لينا . قلت : كان عند سعيد بن المسيب أمر عظيم من سعيد بن المسيب بني أمية وسوء سيرتهم ، وكان لا يقبل عطاءهم .
قال : حدثنا معن بن عيسى مالك ، عن ابن شهاب ، قلت : لو تبديت ، وذكرت له البادية وعيشها والغنم ، فقال : كيف بشهود العتمة . لسعيد بن المسيب
ابن سعد : أنبأنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي ، أنبأنا عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم سمعت ، يقول : لقد رأيتني ليالي الحرة وما في المسجد أحد غيري ، وإن سعيد بن المسيب أهل الشام ليدخلون زمرا يقولون : انظروا إلى هذا المجنون . وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذانا في القبر ، ثم تقدمت فأقمت وصليت وما في المسجد أحد غيري .
عبد الحميد هذا ضعيف .
الواقدي : حدثنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال : كان سعيد أيام الحرة في المسجد لم يخرج ، وكان يصلي معهم [ ص: 229 ] الجمعة ويخرج في الليل . قال : فكنت إذا حانت الصلاة ، أسمع أذانا يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس .