ابن رشد الحفيد
العلامة ، فيلسوف الوقت أبو الوليد ، محمد بن أبي القاسم أحمد ابن شيخ المالكية أبي الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي .
مولده قبل موت جده بشهر سنة عشرين وخمسمائة .
عرض " الموطأ " على أبيه .
وأخذ عن أبي مروان بن مسرة وجماعة ، وبرع في الفقه ، وأخذ الطب [ ص: 308 ] عن أبي مروان بن حزبول ثم أقبل على علوم الأوائل وبلاياهم ; حتى صار يضرب به المثل في ذلك .
قال الأبار : لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا ، وكان متواضعا ، منخفض الجناح ، يقال عنه : إنه ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين : ليلة موت أبيه ، وليلة عرسه ، وإنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة ، ومال إلى علوم الحكماء ، فكانت له فيها الإمامة . وكان يفزع إلى فتياه في الطب ، كما يفزع إلى فتياه في الفقه ، مع وفور العربية ، وقيل : كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي .
وله من التصانيف : " بداية المجتهد " في الفقه ، و " الكليات " في الطب ، و " مختصر المستصفى " في الأصول ، ومؤلف في العربية .
وولي قضاء قرطبة ، فحمدت سيرته .
قال ابن أبي أصيبعة في " تاريخ الحكماء " كان أوحد في الفقه والخلاف ، وبرع في الطب ، وكان بينه وبين أبي مروان بن زهر مودة ، وقيل : كان رث البزة ، قوي النفس ، لازم في الطب أبا جعفر بن هارون مدة ، ولما كان المنصور صاحب المغرب بقرطبة ، استدعى ابن رشد ، واحترمه كثيرا ، ثم نقم عليه بعد -يعني لأجل الفلسفة- وله " شرح أرجوزة " في الطب ، و " المقدمات " في الفقه ، كتاب " الحيوان " ، ابن سينا
[ ص: 309 ] كتاب " جوامع كتب أرسطوطاليس " ، " شرح كتاب النفس " كتاب " في المنطق " ، كتاب " تلخيص الإلاهيات " لنيقولاوس ، كتاب " تلخيص ما بعد الطبيعة " لأرسطو ، كتاب " تلخيص الاستقصات " لجالينوس ، ولخص له كتاب " المزاج " ، وكتاب " القوى " ، وكتاب " العلل " ، وكتاب " التعريف " ، وكتاب " الحميات " ، وكتاب " حيلة البرء " ولخص كتاب " السماع الطبيعي " .
وله كتاب " تهافت التهافت " ، وكتاب " منهاج الأدلة " أصول ، وكتاب " فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال " ، كتاب " شرح القياس " لأرسطو ، " مقالة في العقل " ، " مقالة في القياس " ، كتاب " الفحص في أمر العقل " ، " الفحص عن مسائل في الشفاء " ، " مسألة في الزمان " ، " مقالة فيما يعتقد المشاءون وما يعتقده المتكلمون في كيفية وجود العالم " ، " مقالة في نظر الفارابي في المنطق ونظر أرسطو " ، " مقالة في اتصال العقل المفارق للإنسان " ، " مقالة في وجود المادة الأولى " ، " مقالة في الرد على " ، " مقالة في المزاج " ، " مسائل حكمية " ، " مقالة في حركة الفلك " ، كتاب " ما خالف فيه ابن سينا الفارابي أرسطو " .
قال شيخ الشيوخ ابن حمويه : لما دخلت البلاد ، سألت عن ابن رشيد ، فقيل : إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب ، لا يدخل إليه أحد ; لأنه رفعت عنه أقوال ردية ، ونسبت إليه العلوم المهجورة ، ومات محبوسا بداره بمراكش في أواخر سنة أربع .
وقال غيره : مات في صفر وقيل : ربيع الأول سنة خمس .
[ ص: 310 ] ومات السلطان بعده بشهر .
وقد روى عنه : أبو محمد بن حوط الله ، وسهل بن مالك ، ولا ينبغي أن يروى عنه .