ابن نجية
الشيخ الإمام العالم الرئيس الجليل الواعظ ، الفقيه زين الدين ، أبو
[ ص: 394 ] الحسن ، علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي الحنبلي نزيل الشارع
بمصر ، ويعرف بابن نجية .
ولد
بدمشق في سنة ثمان وخمسمائة .
وسمع من
علي بن أحمد بن قبيس المالكي ، ومن خاله شرف الإسلام ،
عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الحنبلي ، وسمع
ببغداد من
أحمد بن علي الأشقر ،
وأبي سعيد أحمد بن محمد البغدادي ،
وابن ناصر ،
وموهوب بن الجواليقي ، وسمع
ببغداد " جامع
أبي عيسى " من
عبد الصبور بن عبد السلام الهروي ، وسمع من
الحافظ عبد الخالق اليوسفي ،
وسعد الخير الأنصاري ، وتزوج بابنته المسندة
فاطمة .
كتب عنه
أبو طاهر السلفي حكاية .
ووعظ
بجامع القرافة مدة .
حدث عنه :
ابن خليل ،
والشيخ الضياء ،
ومحمد بن البهاء ،
وأبو [ ص: 395 ] سليمان بن الحافظ ،
والزكي المنذري ،
وعبد الغني بن بنين ، والحافظ
عبد الغني أيضا .
وبالإجازة :
أحمد بن أبي الخير ، وغيره .
وكان صدرا محتشما نبيلا ، ذا جاه ورياسة وسؤدد وأموال وتجمل وافر ، واتصال بالدولة .
ترسل
لنور الدين إلى الديوان العزيز سنة أربع وستين وخمسمائة .
قال
ابن النجار : كان مليح الوعظ ، لطيف الطبع ، حلو الإيراد ، كثير المعاني ، متدينا ، حميد السيرة ، ذا منزلة رفيعة ، وهو سبط
الشيخ أبي الفرج .
قال
أبو شامة : كان كبير القدر ، معظما عند
صلاح الدين ، وهو الذي نم على
الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة ، فشنقهم
صلاح الدين وكان
صلاح الدين يكاتبه ، ويحضره مجلسه ، وكذلك ولده
الملك العزيز من بعده ، وكان واعظا مفسرا ، سكن
مصر ، وكان له جاه عظيم ، وحرمة زائدة ، وكان يجري بينه وبين
الشهاب الطوسي العجائب ، لأنه كان حنبليا ، وكان
الشهاب أشعريا واعظا . جلس
ابن نجية يوما في جامع القرافة ، فوقع عليه وعلى جماعة سقف ، فعمل
الطوسي فصلا ذكر فيه :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فخر عليهم السقف من فوقهم ، جاء يوما كلب يشق الصفوف في مجلس
ابن نجية ، فقال : هذا من هناك ، وأشار إلى جهة
الطوسي .
[ ص: 396 ] قال
أبو المظفر السبط : اقتنى
ابن نجية أموالا عظيمة ، وتنعم تنعما زائدا ، بحيث أنه كان في داره عشرون جارية للفراش ، تساوي كل واحدة ألف دينار وأكثر وكان يعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك ، أعطاه الخلفاء والملوك أموالا جزيلة . قال : ومع هذا مات فقيرا كفنه بعض أصحابه .
قال
المنذري مات في سابع رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة وماتت بعده زوجته
فاطمة بسنة .
ابْنُ نُجَيَّةَ
الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الرَّئِيسُ الْجَلِيلُ الْوَاعِظُ ، الْفَقِيهُ زَيْنُ الدِّينِ ، أَبُو
[ ص: 394 ] الْحَسَنِ ، عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَجَا بْنِ غَنَائِمَ الْأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْحَنْبَلِيُّ نَزِيلُ الشَّارِعِ
بِمِصْرَ ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ نُجَيَّةَ .
وُلِدَ
بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِمِائَةٍ .
وَسَمِعَ مِنْ
عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُبَيْسٍ الْمَالِكِيِّ ، وَمِنْ خَالِهِ شَرَفِ الْإِسْلَامِ ،
عَبْدِ الْوَهَّابِ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ الْحَنْبَلِيِّ ، وَسَمِعَ
بِبَغْدَادَ مِنْ
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَشْقَرِ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادَيِّ ،
وَابْنِ نَاصِرٍ ،
وَمَوْهُوبِ بْنِ الْجَوَالِيقِيِّ ، وَسَمِعَ
بِبَغْدَادَ " جَامِعَ
أَبِي عِيسَى " مِنْ
عَبْدِ الصَّبُورِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْهَرَوِيِّ ، وَسَمِعَ مِنَ
الْحَافِظِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْيُوسُفِيِّ ،
وَسَعْدِ الْخَيْرِ الْأَنْصَارِيِّ ، وَتَزَوَّجَ بِابْنَتِهِ الْمُسْنِدَةِ
فَاطِمَةَ .
كَتَبَ عَنْهُ
أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ حِكَايَةً .
وَوَعَظَ
بِجَامِعِ الْقَرَافَةِ مُدَّةً .
حَدَّثَ عَنْهُ :
ابْنُ خَلِيلٍ ،
وَالشَّيْخُ الضِّيَاءُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْبَهَاءِ ،
وَأَبُو [ ص: 395 ] سُلَيْمَانَ بْنُ الْحَافِظِ ،
وَالزَّكِيُّ الْمُنْذِرِيُّ ،
وَعَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ بَنِينَ ، وَالْحَافِظُ
عَبْدُ الْغَنِيِّ أَيْضًا .
وَبِالْإِجَازَةِ :
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ ، وَغَيْرُهُ .
وَكَانَ صَدْرًا مُحْتَشِمًا نَبِيلًا ، ذَا جَاهٍ وَرِيَاسَةٍ وَسُؤْدُدٍ وَأَمْوَالٍ وَتَجَمُّلٍ وَافِرٍ ، وَاتِّصَالٍ بِالدَّوْلَةِ .
تَرَسَّلَ
لِنُورِ الدِّينِ إِلَى الدِّيوَانِ الْعَزِيزِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ .
قَالَ
ابْنُ النَّجَّارِ : كَانَ مَلِيحَ الْوَعْظِ ، لَطِيفَ الطَّبْعِ ، حُلْوَ الْإِيرَادِ ، كَثِيرَ الْمَعَانِي ، مُتَدَيِّنًا ، حَمِيدَ السِّيرَةِ ، ذَا مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ ، وَهُوَ سَبْطُ
الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ .
قَالَ
أَبُو شَامَةَ : كَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ ، مُعَظَّمًا عِنْدَ
صَلَاحِ الدِّينِ ، وَهُوَ الَّذِي نَمَّ عَلَى
الْفَقِيهِ عِمَارَةَ الْيَمَنِيِّ وَأَصْحَابِهِ بِمَا كَانُوا عَزَمُوا عَلَيْهِ مِنْ قَلْبِ الدَّوْلَةِ ، فَشَنَقَهُمْ
صَلَاحُ الدِّينِ وَكَانَ
صَلَاحُ الدِّينِ يُكَاتِبُهُ ، وَيُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ ، وَكَذَلِكَ وَلَدُهُ
الْمَلِكُ الْعَزِيزُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَكَانَ وَاعِظًا مُفَسِّرًا ، سَكَنَ
مِصْرَ ، وَكَانَ لَهُ جَاهٌ عَظِيمٌ ، وَحُرْمَةٌ زَائِدَةٌ ، وَكَانَ يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الشِّهَابِ الطُّوسِيِّ الْعَجَائِبُ ، لِأَنَّهُ كَانَ حَنْبَلِيًّا ، وَكَانَ
الشِّهَابُ أَشْعَرِيًّا وَاعِظًا . جَلَسَ
ابْنُ نُجَيَّةَ يَوْمًا فِي جَامِعِ الْقَرَافَةِ ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمَاعَةٍ سَقْفٌ ، فَعَمِلَ
الطُّوسِيُّ فَصْلًا ذَكَرَ فِيهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ، جَاءَ يَوْمًا كَلْبٌ يَشُقُّ الصُّفُوفَ فِي مَجْلِسِ
ابْنِ نُجَيَّةَ ، فَقَالَ : هَذَا مِنْ هُنَاكَ ، وَأَشَارَ إِلَى جِهَةِ
الطُّوسِيِّ .
[ ص: 396 ] قَالَ
أَبُو الْمُظَفَّرِ السِّبْطُ : اقْتَنَى
ابْنُ نُجَيَّةَ أَمْوَالًا عَظِيمَةً ، وَتَنَعَّمَ تَنَعُّمًا زَائِدًا ، بِحَيْثُ أَنَّهُ كَانَ فِي دَارِهِ عِشْرُونَ جَارِيَةً لِلْفِرَاشِ ، تُسَاوِي كُلُّ وَاحِدَةٍ أَلْفَ دِينَارٍ وَأَكْثَرَ وَكَانَ يُعْمَلُ لَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ مَا لَا يُعْمَلُ لِلْمُلُوكِ ، أَعْطَاهُ الْخُلَفَاءُ وَالْمُلُوكُ أَمْوَالًا جَزِيلَةً . قَالَ : وَمَعَ هَذَا مَاتَ فَقِيرًا كَفَّنَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ .
قَالَ
الْمُنْذِرِيُّ مَاتَ فِي سَابِعِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَمَاتَتْ بَعْدَهُ زَوْجَتُهُ
فَاطِمَةُ بِسَنَةٍ .