ابن حمزة بن فارس الإمام شيخ القراء أبو يعلى بن القبيطي الحراني ، ثم البغدادي ، أخو المحدث أبي الفرج محمد .
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة .
قرأ بالروايات على أبيه ، وسبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري ، وعمر بن ظفر ، وعلي بن أحمد اليزدي .
وسمع من أبي منصور القزاز ، وأبي الحسن بن توبة ، ومحمد بن محمد بن السلال ، وعلي بن الصباغ ، وأبي سعد البغدادي ، وخلق كثير .
وكتب ، وتعب ، وحصل الأصول ، لكن احترقت كتبه ، وكان مليح الكتابة ، متقنا ، إماما .
حدث عنه ابن الدبيثي ، وابن النجار ، وابن خليل ، وعدة . [ ص: 442 ]
قال ابن النجار : أكثرت عنه ، ولازمته ، وسمعت منه من كتب القراءات والأدب ، وكان ثقة حجة نبيلا موصوفا بحسن الأداء وطيب النغمة ، يقصده الناس في التراويح ، ما رأيت قارئا أحلى نغمة منه ، ولا أحسن تجويدا ، مع علو سنه ، وانقلاع ثنيته ، وكان تام المعرفة بوجوه القراءات وعللها وحفظ أسانيدها وطرقها ، وكانت له معرفة حسنة بالحديث ، وكان دمثا لطيفا متوددا ، وكان في صباه من أحسن أهل زمانه وأظرفهم ، مع صيانة ونزاهة ، وكان من أحسن الشيوخ صورة ، وقد أكثر الشعراء في وصفه ; فأنشدني يحيى بن طاهر ، أنشدنا أبو الفتح محمد بن محمد الكاتب لنفسه في حمزة بن القبيطي :
تملك مهجتي ظبي غرير ضنيت به ولم أبلغ مرادي فتصحيف اسمه في وجنتيه
ومن ريق بفيه وفي فؤادي
توفي في ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة .
وفيها توفي ضياء بن الخريف ، وسلطان غزنة الشهاب الغوري .