العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن جبير الكناني [ ص: 46 ] البلنسي ثم الشاطبي الكاتب البليغ . ولد سنة أربعين .
وسمع من أبيه الإمام الرئيس أبي جعفر ، وأبي عبد الله الأصيلي ، وأبي الحسن علي بن أبي العيش المقرئ صاحب أبي داود ، وحمل عنه القراءات . وله إجازة أبي الوليد بن الدباغ ، ومحمد بن عبد الله التميمي .
نزل غرناطة مدة ، ثم حج ، وروى بالثغر وبالقدس .
قال الأبار : عني بالآداب ، فبلغ فيها الغاية ، وبرع في النظم والنثر ، ودون شعره ، ونال دنيا عريضة ، وتقدم ، ثم زهد . له ثلاث رحلات إلى المشرق . مات بالإسكندرية في شعبان سنة أربع عشرة وستمائة .
قلت : روى عنه الزكي المنذري ، والكمال الضرير ، وأبو الطاهر إسماعيل الملنجي ، وعبد العزيز الخليلي ، وطائفة . وقد سمع بمكة من الميانجي ، وببغداد من أبي أحمد بن سكينة . ومن نظمه :
تأن في الأمر لا تكن عجلا فمن تأنى أصاب أو كادا وكن بحبل الإله معتصما
تأمن من بغي كيد من كادا [ ص: 47 ] فكم رجاه فنال بغيته
عبد مسيء لنفسه كادا ومن تطل صحبة الزمان له
يلق خطوبا به وأنكادا