الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      السمعاني

                                                                                      الشيخ الإمام العلامة المفتي المحدث فخر الدين أبو المظفر عبد الرحيم ابن الحافظ الكبير أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن السمعاني المروزي الشافعي .

                                                                                      ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة في ذي القعدة واعتنى به أبوه اعتناء كليا ، ورحل به ، وأسمعه ما لا يوصف كثرة .

                                                                                      وسمع بعلو " صحيح البخاري " و " سنن أبي داود " و " جامع أبي عيسى " و " سنن النسائي " و " مسند أبي عوانة " و " تاريخ الفسوي " وسمع " الحلية " و " مسند الهيثم " و " صحيح مسلم " وكثيرا من " مسند السراج " .

                                                                                      وخرج أبوه له عوالي في سفرين ، وأشغله بالفقه والحديث والأدب ، وحصل من كل فن ، وانتهت إليه رياسة الشافعية ببلده . وكان معظما محترما ، قاله ابن النجار .

                                                                                      قال : وعمل له أبوه " معجما " في ثمانية عشر جزءا . قلت : أعلى شيخ له أبو تمام أحمد بن محمد بن المختار العباسي التاجر حدثه " بصفة المنافق " بنيسابور عن أبي جعفر بن المسلمة .

                                                                                      [ ص: 108 ] وسمع من الرئيس أسعد بن علي المهروي ، ووجيه الشحامي ، والحسين بن علي الشحامي ، وأبي الفتوح عبد الله بن علي الخركوشي ، والجنيد القايني ، وأبي الوقت السجزي ، وأبي الأسعد بن القشيري ، وجامع السقاء ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي صالح المؤذن ، ومحمد بن منصور الحرضي ، وأبي طاهر محمد بن أبي بكر السنجي وأبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني ، ومحمد بن الحسن بن تميم الطائي ، ومحمد بن عبد الله بن أبي سعد الشيرازي ، ومحمد بن إسماعيل الشاماتي ، ومحمد بن عبد الواحد المغازلي ، ومحمد بن جامع خياط الصوف ، والحسن بن محمد السنجبستي وسعيد بن علي الشجاعي ، وأبي البركات عبد الله بن الفراوي ، وعبد السلام الهروي بكبرة ، وأبي منصور عبد الخالق بن الشحامي ، وعمر بن أحمد الصفار ، وعثمان بن علي البيكندي ، وخلق ببخارى ، وسمرقند ، وهراة ، ونيسابور ، ومرو ، وأماكن عدة .

                                                                                      وحج في سنة ست وسبعين ، فحدث ببغداد ورجع .

                                                                                      روى الكثير ، ورحل الطلبة إليه .

                                                                                      سمع منه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، ومات قبله بدهر ، والبرزالي ، وابن الصلاح ، والضياء ، وابن النجار ، وابن هلالة ، والشرف المرسي ، وأحمد بن عبد المحسن الغرافي ، وجماعة .

                                                                                      [ ص: 109 ] وبالإجازة تاج الدين ابن عصرون ، والشرف ابن عساكر ، وزينب الكندية .

                                                                                      وكان صدرا معظما مكملا ، بصيرا بالمذهب ، له أنسة بالحديث . قال ابن الصلاح : قرأت عليه في " أربعين " ابن الفراوي في حديث كأنه سمعه من البخاري ، فقال : ليس لك بعال ولكنه للبخاري نازل .

                                                                                      وقال ابن النجار : سماعاته بخطوط المعروفين صحيحة ، فأما ما كان بخطه ، فلا يعتمد عليه ، كان يلحق اسمه في الطباق .

                                                                                      قلت : عدم في دخول التتار في آخر سنة سبع عشرة أو في أول سنة ثماني عشرة وكان أخوه الصدر أبو زيد محمد رسولا من جهة خوارزم شاه إلى الخليفة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية