الحافظ
الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، صاحب قلعة جعبر .
أقام بجعبر مدة ، وكان كثير الأموال ، خاف في أواخر أيامه من [ ص: 133 ] الخوارزمية ; لأنهم أغاروا مرات على أعماله فسلم جعبر لصاحب حلب الملك العزيز ، وعوضه عنها بعزاز من أعمال حلب ، فقدم حلب على أخته الصاحبة ، ثم إنه مات بعزاز في سنة أربعين وستمائة كهلا ، ونقل فدفن بالفردوس بظاهر حلب ، فماتت أخته الصاحبة الخاتون ضيفة بنت الملك العادل وزوجة الملك الظاهر غازي ابن عمها ، ووالدة صاحب حلب الملك العزيز ، وكانت نبيلة معظمة نافذة الأوامر ، توفيت سنة أربعين بحلب عن تسع وخمسين سنة ، وبحلب ولدت حين تملكها والدها ، وقد تزوج الظاهر قبلها بأختها الست غازية ، فأولدها أيضا ، وماتت ، وكانت الصاحبة دينة عادلة سائسة تباشر الملك بنفسها لصغر ولدها وكانت كثيرة البر والصدقات .
وفيها توفيت الجهة الأتابكية تركان بنت صاحب الموصل عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي زوجة السلطان الملك الأشرف بدمشق ، ودفنت بتربتها عند الجسر الأبيض .
وفيها ماتت الست الفيروزجية عائشة أخت الإمام المستضيء ، وعمة الإمام الناصر . عاشت ثمانين سنة ، وماتت في ذي الحجة في أول دولة ابن ابن ابن ابن أخيها المستعصم بن المستنصر بن الظاهر بن الناصر .