ابن الأنماطي
الشيخ العالم الحافظ المجود البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله الأنصاري المصري الشافعي ، ابن الأنماطي .
قال : ولدت في ذي القعدة سنة سبعين وخمسمائة .
سمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي ، وهبة الله بن علي البوصيري ، ومحمد بن علي اللبني ، وشجاع بن محمد المدلجي ، وأبا عبد الله الأرتاحي ، وعدة . وارتحل إلى دمشق فسكنها وأكثر عن أبي الطاهر الخشوعي ، والقاسم ابن عساكر ، والطبقة . وسمع بالعراق من أبي الفتح المندائي ، وأبي أحمد بن سكينة ، وحنبل بن عبد الله ، ورجع بحنبل فأسمع " المسند " بدمشق ، وكتب العالي والنازل بخطه الأنيق الرشيق ، وحصل الأصول ، وبالغ في الطلب .
قال عمر بن الحاجب : كان ثقة ، حافظا ، مبرزا ، فصيحا ، واسع الرواية ، حصل ما لم يحصله غيره من الأجزاء والكتب ، وكان سهل [ ص: 174 ] العارية ، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر وأخبار الناس ، وكان ينبز بالشر ، سألت الحافظ الضياء عنه فقال : حافظ ثقة مفيد إلا أنه كثير الدعابة مع المرد .
قلت : له مجاميع مفيدة ، وآثار كثيرة ، وضبط لأشياء ، وكان أشعريا .
حدث عنه البرزالي ، ، والمنذري والقوصي ، والكمال الضرير ، والصدر البكري ، وابنه أبو بكر محمد بن إسماعيل ، وآخرون . مات في الكهولة قبل أوان الرواية .
قال ابن النجار : اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب ، وسمع الكثير ، وقدم دمشق ، ثم حج سنة إحدى وستمائة ، فذهب إلى العراق ، وكانت له همة وافرة وجد واجتهاد وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر ، ولقد كان عديم النظير في وقته ، كتب عني وكتبت عنه .
وقال الضياء : بات في عافية فأصبح لا يقدر على الكلام أياما ، ثم مات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة .
أخبرنا محمد بن مكي القرشي ، أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي ، أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا هبة الله بن علي البوصيري - فذكر حديثا .