ابن شكر 
الوزير الكبير صفي الدين عبد الله بن علي بن حسين الشيبي الدميري المالكي ، ابن شكر . 
ولد سنة ثمان وأربعين وتفقه ، وسمع بالثغر يسيرا من السلفي وابن عوف  وجماعة . وتفقه بمخلوف بن جارة   . 
روى عنه المنذري  ، والقوصي  ، وأثنيا عليه بالبر والإيثار والتفقد للعلماء والصلحاء . أنشأ بالقاهرة  مدرسة ، ووزر ، وعظم ، ثم غضب عليه العادل  ونفاه فبقي بآمد فلما توفي العادل  أقدمه الكامل   . 
 [ ص: 295 ] قال أبو شامة   : كان خليقا للوزارة ، لم يلها بعده مثله ، وكان متواضعا يسلم على الناس وهو راكب ويكرم العلماء . 
قال القوصي   : هو كان السبب فيما وليته وأوليته ، أنشأني وأنساني الوطن ، وعمر جامع المزة  ، وجامع حرستا  ، وبلط جامع دمشق  ، وأنشأ الفوارة ، وبنى المصلى . 
وقال عبد اللطيف   : هو دري اللون ، طلق المحيا ، طوال ، حلو اللسان ، ذو دهاء في هوج ، وخبث في طيش مع رعونة مفرطة وحقد ، ينتقم ولا يقبل معذرة ، استولى على العادل  جدا ، قرب أراذل كالجمال المصري والمجد البهنسي  ، فكانوا يوهمونه أنه أكتب من القاضي الفاضل وابن العميد  ، وفي الفقه كمالك  ، وفي الشعر أكمل من المتنبي  ، ويحلفون على ذلك ، وكان يظهر أمانة مفرطة ، فإذا لاح له مال عظيم احتجنه . إلى أن ذكر أن له من القرى ما يغل أزيد من مائة ألف دينار ، وقد نفي ثم استوزره الكامل  ، وقد عمي فصادر الناس ، وكان يقول : أتحسر أن ابن البيساني  ما تمرغ على عتبتي - يعني القاضي الفاضل - ، وربما مر بحضرة ابنه وكان معجبا تياها . 
مات في شعبان سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، عفا الله عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					