ابن الأثير
الشيخ الإمام العلامة المحدث الأديب النسابة عز الدين أبو الحسن [ ص: 354 ] علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري الشيباني ، ابن الشيخ الأثير أبي الكرم ، مصنف " التاريخ الكبير " الملقب ب " الكامل " ، ومصنف كتاب " معرفة الصحابة " . مولده بجزيرة ابن عمر في سنة خمس وخمسين ونشأ هو بها وأخواه العلامة مجد الدين والوزير ضياء الدين ، ثم تحول بهم أبوهم إلى الموصل فسمعوا بها ، واشتغلوا ، وبرعوا ، وسادوا .
سمع من الخطيب أبي الفضل الطوسي ، ويحيى بن محمود الثقفي ، ومسلم بن علي السيحي ، وببغداد ، لما قدمها رسولا ، من عبد المنعم بن كليب ، ويعيش بن صدقة ، وعبد الوهاب بن سكينة ، وبدمشق من أبي القاسم بن صصرى ، وزين الأمناء .
وكان إماما ، علامة ، أخباريا ، أديبا ، متفننا ، رئيسا ، محتشما ، كان منزله مأوى طلبة العلم ، ولقد أقبل في آخر عمره على الحديث إقبالا تاما ، وسمع العالي والنازل .
ومن تصانيفه : " تاريخ الموصل " ولم يتمه ، واختصر " الأنساب " للسمعاني وهذبه .
وقدم الشام رسولا فحدث بدمشق ، وبحلب . [ ص: 355 ]
قال ابن خلكان : كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء ، اجتمعت به بحلب فوجدته مكملا في الفضائل والتواضع وكرم الأخلاق ، فترددت إليه وكان الخادم أتابك طغرل قد أكرمه وأقبل عليه بحلب .
قلت : حدث عنه ابن الدبيثي ، والقوصي ، ومجد الدين ابن العديم وأبوه في " تاريخ حلب " وحدثنا عنه أبو الفضل بن عساكر ، وأبو سعيد القضائي .
وكان يكتب اسمه كثيرا : " علي بن محمد بن عبد الكريم " ، وكذا ذكره المنذري والقوصي وابن الحاجب وشيخنا ابن الظاهري في تخريجه لابن العديم ، وإنما هو بلا ريب : " علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم " كما هو في نسب أخويه وابن أخيه شرف الدين ، وكما ذكره ابن خلكان وابن الساعي وشمس الدين يوسف ابن الجوزي .
فأما الجزيرة المذكورة فهي مدينة بناها ابن عمر وهو الأمير عبد العزيز بن عمر البرقعيدي ، قاله ابن خلكان ، وقال أيضا : رأيت في تاريخ ابن المستوفي في ترجمة أبي السعادات المبارك بن الأثير - يعني مجد الدين - أنه من جزيرة أوس وكامل ابني عمر بن أوس التغلبي ، وقيل : بل هي منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي ، فالله أعلم .
قال القاضي سعد الدين الحارثي : توفي عز الدين في الخامس [ ص: 356 ] والعشرين من شعبان سنة ثلاثين وستمائة .
وقال أبو العباس أحمد ابن الجوهري : مات في رمضان من السنة .
وقال المنذري وابن خلكان وأبو المظفر سبط الجوزي وابن الساعي وابن الظاهري : مات في شعبان ، لم يعينوا اليوم ، وقد عينه الحارثي . وقد رأيت أنا خطه تصحيحا على طبقة سماع تاريخها في نصف شعبان من السنة . وفيها مات بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر التنوخي الفقيه الكاتب ، والحسن ابن الأمير السيد علي بن المرتضي العلوي ، والمحدث عمر بن محمد بن الحاجب الأميني ، وصاحب إربل مظفر الدين ، والكاتب الشاعر شرف الدين محمد بن نصر الله بن عنين ، والفقيه المعافى بن إسماعيل بن أبي السنان الموصلي ، والظهير يحيى بن جعفر ابن الدامغاني ، ويونس بن سعيد بن مسافر القطان .