قتيبة بن مسلم
ابن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي ، الأمير أبو حفص ، أحد الأبطال والشجعان ، ومن ذوي الحزم والدهاء والرأي والغناء ، وهو الذي فتح خوارزم وبخارى ، وسمرقند ، وكانوا قد نقضوا وارتدوا ، ثم إنه افتتح فرغانة ، وبلاد الترك في سنة خمس وتسعين .
ولي خراسان عشر سنين ، وله رواية عن عمران بن حصين ، . وأبي سعيد الخدري
ولما بلغه موت الوليد ، نزع الطاعة ، فاختلف عليه جيشه ، وقام عليه رئيس تميم وكيع بن حسان ، وألب عليه ، ثم شد عليه في عشرة من فرسان تميم فقتلوه في ذي الحجة سنة ست وتسعين . وعاش ثمانيا وأربعين سنة .
وقد قتل أبوه الأمير أبو صالح مع مصعب .
وباهلة قبيلة منحطة بين العرب ، قال الشاعر : ولو قيل للكلب يا باهلي عوى الكلب من لوم هذا النسب
[ ص: 411 ] وقال آخر : وما ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهله
قيل : إن قتيبة قال لهبيرة : أي رجل أنت لولا أن أخوالك من سلول ، فلو بادلت بهم . قال : أيها الأمير ، بادل بهم من شئت ، وجنبني باهلة .
وقيل لأعرابي : أيسرك أنك باهلي وتدخل الجنة ؟ قال : إي والله ، بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي .
ولقي أعرابي آخر فقال : ممن أنت ؟ قال : من باهلة . فرثى له . فقال : أزيدك : إني لست من أنفسهم ، بل من مواليهم ، فأخذ الأعرابي يقبل يديه ويقول : ما ابتلاك الله بهذه الرزية إلا وأنت من أهل الجنة .
قلت : لم ينل قتيبة أعلى الرتب بالنسب ، بل بكمال الحزم والعزم والإقدام ، والسعد ، وكثرة الفتوحات ، ووفور الهيبة ، ومن أحفاده الأمير سعيد بن مسلم بن قتيبة الذي ولي إرمينية ، والموصل ، والسند ، وسجستان ، وكان فارسا جوادا ، له أخبار ومناقب ، مات زمن المأمون سنة سبع عشرة ومائتين .