ابن قزغلي
الشيخ العالم المتفنن الواعظ البليغ المؤرخ الأخباري واعظ الشام [ ص: 297 ] شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي بن عبد الله التركي العوني الهبيري البغدادي الحنفي سبط الإمام أبي الفرج بن الجوزي .
ولد سنة نيف وثمانين وخمسمائة .
وسمع من جده ، ومن عبد المنعم بن كليب ، وعبد الله بن أبي المجد الحربي ، وبالموصل من أحمد وعبد المحسن ابني الخطيب الطوسي ، وبدمشق من أبي حفص بن طبرزذ ، وأبي اليمن الكندي ، وطائفة .
حدث عنه الدمياطي ، وعبد الحافظ الشروطي ، والزين عبد الرحمن بن عبيد ، والنجم الشقراوي ، والعز أبو بكر بن الشايب ، وأبو عبد الله بن الزراد ، والعماد بن البالسي ، وآخرون .
انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ ، وكان حلو الإيراد ، لطيف الشمائل ، مليح الهيئة ، وافر الحرمة ، له قبول زائد ، وسوق نافق بدمشق . أقبل عليه أولاد الملك العادل ، وأحبوه ، وصنف " تاريخ مرآة الزمان " وأشياء ، ورأيت له مصنفا يدل على تشيعه ، وكان العامة يبالغون في التغالي في مجلسه . سكن دمشق من الشبيبة ، وأفتى ودرس .
توفي بمنزله بسفح قاسيون ، وشيعه السلطان والقضاة وكان كيسا ظريفا متواضعا ، كثير المحفوظ ، طيب النغمة ، عديم المثل ، له " تفسير " كبير في تسعة وعشرين مجلدا .
توفي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وستمائة .