عبد العظيم
الإمام العلامة الحافظ المحقق شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد عبد [ ص: 320 ] العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري الشامي الأصل المصري الشافعي .
ولد في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة .
وسمع من أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي ، وهو أول شيخ لقيه ، وذلك في سنة إحدى وتسعين ، ومن عمر بن طبرزذ ، وهو أعلى شيخ له ، ومن أبي الجود غياث المقرئ ، وست الكتبة بنت علي بن الطراح ، ومن يونس بن يحيى الهاشمي ، لقيه بمكة ، وجعفر بن محمد بن آموسان ، أملى عليه بالمدينة ، وعلي بن المفضل الحافظ ، ولازمه مدة ، وبه تخرج ، وعبد المجيب بن زهير الحربي ، وإبراهيم بن البتيت ، وأبي روح البيهقي ، وأبي عبد الله بن البناء الصوفي ، وعلي بن أبي الكرم بن البناء الخلال ، وأبي المعالي محمد بن الزنف وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي ، وأبي الفتوح بن الجلاجلي ، وأبي المعالي أسعد بن المنجى مصنف " الخلاصة " وأحمد بن محمد بن سيدهم الأنصاري ، وأحمد بن عبد الله السلمي العطار ، والشيخ أبي عمر بن قدامة ، وداود بن ملاعب ، وأبي نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي ، والإمام موفق الدين بن قدامة ، وأبي محمد عبد الله بن عبد الجبار العثماني ، وموسى بن عبد القادر الجيلي ، والعلامة أبي محمد عبد الله بن نجم بن شاس المالكي ، [ ص: 321 ] والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي وعبد الجليل بن مندويه الأصبهاني ، والواعظ علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري - سمعه يعظ - ونجيب بن بشارة السعدي سمع منه كتاب " العنوان " وعبد العزيز بن باقا ، ومحمد بن عماد ، وأبي المحاسن بن شداد ، وأبي طالب بن حديد ، وخلق كثير لقيهم بالحرمين ومصر والشام والجزيرة .
وعمل " المعجم " في مجلد ، و " الموافقات " في مجلد ، واختصر " صحيح مسلم " و " سنن أبي داود " ، وتكلم على رجاله ، وعزاه إلى " الصحيحين " أو أحدهما أو لينه ، وصنف شرحا كبيرا " للتنبيه " في الفقه وصنف " الأربعين " ، وغير ذلك .
وقرأ القراءات على أبي الثناء حامد بن أحمد الأرتاجي ، وتفقه على الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي الشافعي ، وأخذ العربية عن أبي الحسين يحيى بن عبد الله الأنصاري .
قال الحافظ عز الدين الحسيني درس شيخنا بالجامع الظافري ، ثم ولي مشيخة الدار الكاملية ، وانقطع بها عاكفا على العلم ، وكان عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه ثبتا حجة ورعا متحريا ، قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به كثيرا .
[ ص: 322 ] قلت : حدث عنه أبو الحسين اليونيني ، وأبو محمد الدمياطي ، والشرف الميدومي ، والتقي عبيد ، والشيخ محمد القزاز ، والفخر بن عساكر ، وعلم الدين الدواداري ، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد ، وعبد القادر بن محمد الصعبي ، وإسحاق بن إبراهيم الوزيري ، والحسين بن أسد بن الأثير ، وعلي بن إسماعيل بن قريش المخزومي ، والعماد بن الجرائدي ، وأبو العباس بن الدفوفي ، ويوسف بن عمر الختني ، وخلق سواهم ، ودرس بالجامع الظافري مدة قبل مشيخة الكاملة ، وكان يقول : إنه سمع من الحافظ عبد الغني ، ولم نظفر بذلك ، وأجاز له مروياته ، وكان متين الديانة ، ذا نسك وورع وسمت وجلالة .
قال شيخنا الدمياطي : هو شيخي ومخرجي ، أتيته مبتدئا ، وفارقته معيدا له في الحديث .
ثم قال : توفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة ورثاه غير واحد بقصائد حسنة .
وقال الشريف عز الدين أيضا : كان شيخنا زكي الدين عالما بصحيح الحديث وسقيمه ، ومعلوله وطرقه ، متبحرا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله ، قيما بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه ، إماما حجة .
قلت : ومات معه في هذه السنة أمير المؤمنين المستعصم بالله أبو أحمد مقتولا شهيدا عند أخذ بغداد وابناه أحمد وعبد الرحمن وأعمامه علي وحسن وسليمان ويوسف وحبيب بنو الخليفة الظاهر ، وابنا عمه حسين ويحيى ولدا علي ، وملك الأمراء مجاهد الدين أيبك الدويدار ، وسليمان [ ص: 323 ] شاه ، وفتح الدين بن كر وعدة أمراء كبار ، والمحتسب عبد الرحمن بن الجوزي .
وأخوه تاج الدين عبد الكريم ، والقاضي أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني عالم الوقت ، وشرف الدين محمد بن محمد بن سكينة قاتل حتى قتل ، ونقيب العلوية أبو الحسن علي بن النسابة ، وشيخ الشيوخ صدر الدين بن النيار ، وابن أخيه عبد الله ، ومهذب الدين عبد الله بن عسكر البعقوبي ، والقاضي برهان الدين القزويني ، والقاضي إبراهيم النهر فصلي ، والخطيب عبد الله بن عباس الرشيدي ، وشيخ التجويد علي بن الكتبي ، وتقي الدين الموسوي نقيب المشهد ، وشرف الدين محمد بن طاوس العلوي ، وخلق من الصدور قتلوا صبرا ، وأستاذ الدار محيي الدين يوسف بن الجوزي .
وسيد الشعراء جمال الدين يحيى بن يوسف الصرصري ، وشيخ القراء عفيف الدين المرجى بن الحسن بن شقيراء الواسطي السفار ، وعالم الإسكندرية أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي ، والحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن البكري ، وشيخ اللغة شرف الدين الحسين بن إبراهيم الإربلي ، والصاحب بهاء الدين زهير بن محمد المهلبي المصري الشاعر ، وصاحب الكرك الملك الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل ، وخطيب بيت الأبار عماد الدين داود بن عمر المقدسي خطيب دمشق .
والشيخ الزاهد أبو الحسن الشاذلي علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي بعيذاب ، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد الفاسي بحلب ، ومقرئ الموصل الإمام محمد بن أحمد بن أحمد الحنبلي شعلة شابا ، وخطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المقدسي الحنبلي ، والمسند ابن خطيب القرافة أبو عمرو عثمان بن علي القرشي ، والمحدث شمس الدين علي بن مظفر النشبي الدمشقي ، وخلق سواهم في تاريخي الكبير .
[ ص: 324 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المؤدب ، أخبرنا عبد العظيم الحافظ أخبرنا محمد بن حمد في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، أنبأنا علي بن الحسين الموصلي ، أخبرنا علي بن الحسن بن قسيم ، أخبرنا علي بن محمد بن إسحاق القاضي ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان . أخرجه عن النسائي . يعقوب الدورقي