الجراح
مقدم الجيوش ، فارس الكتائب ، أبو عقبة الجراح بن عبد الله الحكمي ، ولي البصرة من جهة الحجاج ، ثم ولي خراسان ، وسجستان ، وكان بطلا شجاعا ، مهيبا طوالا ، عابدا قارئا ، كبير القدر . لعمر بن عبد العزيز
روى عن ابن سيرين ، وعنه ، صفوان بن عمرو ويحيى بن عطية ، وربيعة بن فضالة . [ ص: 190 ] روى أبو مسهر عن شيخ من حكم قال : قال الجراح الحكمي : تركت الذنوب حياء أربعين سنة ، ثم أدركني الورع .
قال شباب : هو دمشقي نزل البصرة والكوفة ، وكان من القراء ، قال : كان إذا مر في جامع الوليد بن مسلم دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله .
وقال مجالد : ولي يزيد بن المهلب العراق ، فلما سار إلى خراسان ، استخلف الجراح على العراق ، وعن الحسن الزرقي ، قال : كان الجراح بن عبد الله على خراسان كلها حربها وصلاتها ومالها .
قال ابن جابر : وفي سنة اثنتي عشرة ومائة غزا الجراح بلاد الترك ورجع ، فأدركته الترك ، فقتل هو وأصحابه .
وقال : كان أبو سفيان الحميري الجراح على أرمينية وكان رجلا صالحا فقتلته الخزر ففزع الناس لقتله في البلدان .
قال : دخلت على سليم بن عامر الجراح ، فرفع يديه ، فرفع الأمراء أيديهم ، فمكث طويلا ، ثم قال لي : يا أبا يحيى ، هل تدري ما كنا فيه ؟ قلت : لا ، وجدتكم في رغبة ، فرفعت يدي معكم ، قال : سألنا الله الشهادة ، فوالله ما بقي منهم أحد في تلك الغزاة حتى استشهد .
قال خليفة : زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة ومائة إلى ابن خاقان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل الجراح في رمضان ، وغلبت الخزر على أذربيجان ، وبلغوا إلى قريب من الموصل .
قال الواقدي : كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيما ، بكوا عليه في كل جند .