عمرو بن دينار
الإمام الكبير الحافظ أبو محمد الجمحي مولاهم المكي الأثرم ، أحد الأعلام وشيخ الحرم في زمانه . ولد في إمرة معاوية سنة خمس أو ست وأربعين .
وسمع من ابن عباس ، ، وجابر بن عبد الله ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن جعفر وغيرهم من الصحابة . [ ص: 301 ] ذكره وأبي الطفيل في كتاب " مزكي الأخبار " فقال : هو من كبار التابعين كذا قال ، ولم يصب . فإن كبار التابعين الحاكم علقمة والأسود ، ، وقيس بن أبي حازم وعبيد بن عمير المكي ، ، وسعيد بن المسيب ، وكثير بن مرة ، وأمثالهم ، وأوساط التابعين ، وأبو إدريس الخولاني كعروة ، والقاسم ، ، وطاوس والحسن ، ، وابن سيرين ، فبالجهد حتى يعد وعطاء بن أبي رباح في هذه الطبقة ، وإلا فالأولى أنه من طبقة تابعة لهم ، عمرو بن دينار كثابت البناني ، ، وأبي إسحاق السبيعي ومكحول ، وأبي قبيل المعافري ونحوهم إلا أن يكون أبو عبد الله عنى بقوله : إنه من كبارهم في الفضل والجلالة فهذا ممكن . ثم قال : وكان من الحفاظ المقدمين . أفتى بمكة ثلاثين سنة .
سمع ابن عمر ، ، وابن عباس وجابرا ، وابن الزبير ، وأبا سعيد ، ، والبراء بن عازب ، وعبد الله بن عمرو ، وأبا هريرة ، وزيد بن أرقم وأنسا ، ، والمسور بن مخرمة وأبا الطفيل . قلت : وسمع بجالة بن عبدة ، وعبيد بن عمير الليثي ، وعبد الرحمن بن مطعم ، وأبا الشعثاء جابر بن زيد ، ، وأبا سلمة بن عبد الرحمن ، وطاوسا وعدة ، وينزل إلى وسعيد بن جبير ونحوه ، وروايته عن أبي جعفر الباقر جاءت في سنن أبي هريرة ابن ماجه . وقال أبو زرعة : لم يسمع من . وكان من أوعية العلم ، وأئمة الاجتهاد . أبي هريرة
حدث عنه وهو أكبر منه ، ابن أبي مليكة ، وقتادة بن دعامة ، والزهري وأيوب السختياني وعبد الله بن أبي نجيح ، ، وجعفر الصادق وعبد الملك بن ميسرة ، وابن جريج وشعبة ، ، والحمادان . وسفيان الثوري وورقاء بن عمر ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، ، وإبراهيم بن طهمان ، وروح بن القاسم وزمعة بن صالح ، ، وسليمان بن كثير ، وعمرو بن الحارث ومعقل [ ص: 302 ] بن عبيد الله ، وهشيم ، وأبو عوانة ، وأبو الربيع السمان ، ، وخلق كثير . وقيل : إن وسفيان بن عيينة نافعا مولى ابن عمر يروي عنه .
قال شعبة : ما رأيت في الحديث أثبت من ، وقال عمرو بن دينار ابن عيينة : كان عمرو لا يدع إتيان المسجد ، كان يحمل على حمار ما ركبه إلا وهو مقعد ، وكان يقول : أحرج على من يكتب عني فما كتبت عن أحد شيئا ، كنت أتحفظ .
قال : وكان يحدث بالمعنى ، وكان فقيها -رحمه الله .
قال عبد الله بن أبي نجيح : ما رأيت أحدا قط أفقه من ، لا عمرو بن دينار عطاء ولا ولا مجاهدا . طاوسا
وقال ابن عيينة : عمرو ثقة ثقة ثقة ، قال : كان عمرو من أبناء الفرس . قال : يحيى بن معين أهل المدينة لا يرضون عمرا يرمونه بالتشيع ، والتحامل على ابن الزبير ، ولا بأس به ، هو بريء مما يقولون .
قال عبد الله بن محمد الزهري : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : لم يكن بأرضنا أعلم من ولا في جميع الأرض . عمرو بن دينار
وقال إسحاق بن منصور السلولي : حدثنا ابن عيينة ، قال أبو جعفر : إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء . عمرو بن دينار
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن سفيان ، قال : كان : جزأ الليل ثلاثة أجزاء ، ثلثا ينام ، وثلثا يدرس حديثه ، وثلثا يصلي . عمرو بن دينار هارون بن معروف ، حدثنا سفيان ، قلت لمسعر : من رأيت أشد تثبتا في الحديث ممن رأيت ؟ قال : ما رأيت مثل القاسم بن عبد الرحمن ، . وعمرو بن دينار
قال : كان أحمد بن حنبل شعبة لا يقدم على أحدا لا عمرو بن دينار الحكم [ ص: 303 ] ولا غيره في الثبت ، قال : وكان عمرو مولى هؤلاء ، ولكن الله شرفه بالعلم .
: حدثنا علي بن المديني سفيان ، قال : رأيت مالكا جاءا إلى وعبيد الله بن عمر ، فقال لعبيد الله : ما فعل مولاكم عمرو بن دينار ثابت ؟ يعني : ؟ فقال : هو حي . قال : فذكر قصة طلاق المكره ، قال الأعرج سفيان : فسمعناه بعد ذلك منه .
قال سفيان : أدركنا عمرا وقد سقطت أسنانه ما هي إلا ناب ، فلولا أنا أطلنا مجالسته لم نفهم كلامه .
قال : سمعت ابن أبي عمر سفيان يقول : ما كان أثبت . عمرو بن دينار إبراهيم بن بشار ، عن سفيان ، قال : قيل : أي أهل لإياس بن معاوية مكة رأيت أفقه ؟ قال : أسوؤهم خلقا الذي كنت إذا سألته عن حديث يقلع عينه . عمرو بن دينار
قال ابن بشار : وسمعت سفيان ، يقول : كان إذا بدأ بالحديث جاء به صحيحا مستقيما ، وإذا سئل عن حديث ، استلقى وقال : بطني بطني . عمرو بن دينار نعيم بن حماد : حدثنا ابن عيينة ، قال : ما كان عندنا أحد أفقه من ، ولا أعلم ، ولا أحفظ منه . عمرو بن دينار
إسحاق السلولي : حدثنا عمرو بن ثابت ، سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر يقول : إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء ، فإنه يحبنا ويفيدنا . عمرو بن دينار
وقال ابن عيينة : قلت : يا أبا محمد ، أبو صالح سمعت به قال : لا ، ومن يدري من أبو صالح ؟ قال لعمرو بن دينار : عنى بهذا الذي يروي عنه الحاكم الكلبي ، عن ابن عباس .
إسماعيل بن إسحاق الطالقاني : سمعت ابن عيينة ، يقول : قالوا لعطاء : بمن تأمرنا ؟ قال : بعمرو بن دينار .
[ ص: 304 ] عباس الدوري ، عن يحيى ، حدثني سفيان ، قال : قال : جئت إلى عمرو بن دينار أبي جعفر وليس معي أحد ، فقال لأخويه زيد وأخ له : قوما إلى عمكما فأنزلاه ، فقاما إلي فنزلاني . وكان ابن عيينة ، يقول : سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه . يريد ألفا إلا خمسين حديثا .
وروى عبد الرزاق ، عن معمر قال : كان إذا جاءه رجل يريد أن يتعلم منه لم يحدثه ، وإذا جاء إليه الرجل ، مازحه وحدثه ، وألقى إليه الشيء ، انبسط إليه وحدثه وقال عمرو بن دينار : عمرو ثقة ثبت . النسائي
وروى علي بن الحسن ، عن ابن عيينة ، قال : مرض فعاده عمرو بن دينار الزهري ، فلما قام الزهري ، قال : ما رأيت شيخا أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ .
قلت : وقد روى عمرو عن الزهري وهو عنه .
قال يحيى القطان : عمرو أثبت من وأحمد بن حنبل قتادة ، وقال أحمد : هو أثبت الناس في عطاء ، يعني : ابن أبي رباح ، وعمرو يروي أيضا عن عطاء بن ميناء ، وعن ، وذلك في صحيح عطاء بن يسار مسلم .
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق قراءة ، أنبأنا الفتح بن عبد الله ببغداد ( ح ) وأنبأنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه ، أنبأنا محمد بن علي بن الجلاجلي سنة ثمان وستمائة ، قالا : أنبأنا هبة الله بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور البزاز ، حدثنا عيسى بن علي إملاء ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا ، عن محمد بن مسلم الطائفي عمرو ، عن جابر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . الحرب خدعة
[ ص: 305 ] وبه قرئ على ، وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم أبي القاسم البغوي ، حدثنا عمرو بن محمد الناقد سفيان ، حدثنا ، عن عمرو بن دينار عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء ، وأحمد بن عبد الحميد ، وأحمد بن محمد بن المجاهد ، ونصر الله بن عياش ، وعلي بن بقاء ، وعمر بن محمد الفارسي ، وأحمد بن عبد الرحمن ، وعبد الدائم الوزان ، ومحمد بن علي بن الواسطي ، وأحمد بن عزيز ، ومحمد بن قايماز ، وعلي بن محمد الفقيه وعدة ، قالوا : أنبأنا الحسين بن مبارك وعبد الله بن عمر الحريمي وزاذان الواسطي ، فقال : وأنبأنا موسى بن عبد القادر حضورا ، وأنبأنا أبو محمد بن قوام ، ويوسف بن أبي نصر ، وعلي بن عثمان ، ومحمد بن خازم ، ومحمد بن هاشم ، وعمر بن عبد الدائم ، وسونج بن محمد ، وفاطمة الآمدية ، وخديجة المراتبية ، وهدية بنت عبد الحميد وطائفة ، قالوا : أنبأنا الحسين بن المبارك ( ح ) وأنبأنا محمد بن أبي الذكر ، وموسى بن قاسم ، وعمر بن أبي الفتوح بالقاهرة ، ويوسف العادلي ، وحسن الخلالي ، ومحمود السلطاني ، وعبد الرحمن الدير قانوني ، وعلي بن مطر ، وأحمد بن سعد ، وعيسى بن بركة ، وأحمد بن مكتوم وعبد [ ص: 306 ] المنعم بن عساكر ، ومحمد بن يوسف الحسامي ، وأبو حامد المكبر ، وعبد العزيز بن محمد المعدل ، وأحمد بن إبراهيم الدباغ ، وأبو الحزم ، وأبو بكر ، أنبأنا عثمان السنبوسكي ، وإبراهيم بن عنبر ، وسنقر الحلبي ، وخديجة بنت غنيمة ، وابن السخنة ، وخلق سواهم ، قالوا : أنبأنا عبد الله بن عمر ( ح ) وأنبأنا أحمد بن إسحاق الهمداني ، أنبأنا الحسن بن المبارك ، ونفيس بن كرم ، وعبد اللطيف بن عساكر ( ح ) وأنبأنا عبد الحافظ بن بدران ، أنبأنا موسى بن عبد القادر ، والحسين بن المبارك ، قالوا ستتهم : أنبأنا أبو الوقت السجزي ، أنبأنا محمد بن أبي مسعود الفارسي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ببغداد ، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي إملاء سنة سبع وعشرين ومائتين ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن -رضي الله عنه- قال : أخبرني من شهد جابر بن عبد الله الأنصاري معاذا - رضي الله عنه - حين حضرته الوفاة ، يقول : اكشفوا عني سجف القبة ، فإني سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم يمنعني أن أحدثكموه إلا مخافة أن تتكلوا ، سمعته يقول : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وثبتا من قلبه ، دخل الجنة ، ولم تمسه النار .
أخبرنا أبو الغنائم بن محاسن المعمار قراءة ، أنبأنا جدي لأمي أبو بكر عبد الله بن أبي نصر قاضي حران ، أنبأنا عيسى بن أحمد الدوشابي ( ح ) وأنبأنا أحمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا عبد الرحمن بن نجم ، وأخبرتنا ست الأهل بنت الناصح ، أنبأنا [ ص: 307 ] البهاء عبد الرحمن ، قالا : أخبرتنا فخر النساء شهدة ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي ، أنبأنا عبد الله بن يحيى السكري قرئت على إسماعيل بن محمد ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال عمرو : قال ابن عباس : نكاح الحرة على الأمة طلاق الأمة .
روى عن البخاري ابن المديني ، قال : لعمرو نحو أربعمائة حديث .
قلت : قد مر أن ابن عيينة وحده قد سمع منه تسعمائة وخمسين حديثا ، فلعل عليا عنى المسند فقط .
أبو سلمة ، عن ابن عيينة ، عن عمرو ، قال : جالست جابرا ، ، وابن عمر وقد وثقه وابن عباس أبو زرعة ، وأبو حاتم .
قال نعيم بن حماد : سمعت سفيان يقول : قال لي : مثلك حفظت الحديث ، وكنت صغيرا . قال : وبلغه أني أكتب فشق ذلك عليه . عمرو بن دينار
وروى الأزرق بن حسان ، عن شعيب بن حرب ، سمعت شعبة يقول : جلست إلى خمسمائة مجلس ، فما حفظت عنه سوى مائة حديث في كل خمسة مجالس حديثا . عمرو بن دينار