ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل .
الإمام أبو الربيع الأنصاري الأشهلي ، أحد البدريين .
كان من سادة الأوس ، عاش خمسا وأربعين سنة ، وهو الذي أضاءت له عصاته ليلة انقلب إلى منزله من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
أسلم على يد مصعب بن عمير ، وكان أحد من قتل كعب بن الأشرف اليهودي واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على صدقات مزينة وبني سليم ، وجعله على حرسه في غزوة تبوك ، وكان كبير القدر - رضي الله عنه .
أبلى يوم اليمامة بلاء حسنا ، وكان أحد الشجعان الموصوفين .
ابن إسحاق : عن يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه ، قال : قالت عائشة : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا ، كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وعباد بن بشر ، وأسيد بن حضير [ ص: 338 ]
آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة .
وروي بإسناد ضعيف عن أبي سعيد الخدري : سمع عباد بن بشر يقول : رأيت الليلة كأن السماء فرجت لي ، ثم أطبقت علي ، فهي إن شاء الله الشهادة . نظر يوم اليمامة وهو يصيح : احطموا جفون السيوف . وقاتل حتى قتل بضربات في وجهه - رضي الله عنه .
ابن إسحاق : عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قال : تهجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ، فسمع صوت عباد بن بشر ، فقال : يا عائشة ، هذا صوت عباد بن بشر ؟ قلت : نعم . قال : اللهم اغفر له .
حماد بن سلمة : عن محمد بن إسحاق ، عن حصين بن عبد الرحمن الخطمي ، عن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري ، عن عباد بن بشر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا معشر الأنصار ، أنتم الشعار والناس الدثار .
[ ص: 339 ] قال علي بن المديني : لا أحفظ لعباد سواه .
عباد بن بشر بن قيظي الأشهلي ، قال ابن الأثير : وقع تخبيط في اسم جده . قال : وإنما هو عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن الأوس الأوسي .
استشهد - رضي الله عنه - يوم اليمامة .
أما عباد بن بشر بن قيظي ، فهو أنصاري من بني حارثة ، أم قومه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - له حديث في الاستدارة في الصلاة إلى الكعبة . والله أعلم .
قال عباد بن عبد الله بن الزبير : ما سماني أبي عبادا إلا به - يعني بالأشهلي .
ومن شعره :
صرخت له فلم يعرض لصوتي ووافى طالعا من رأس جذر فعدت له فقال من المنادي
فقلت أخوك عباد بن بشر [ ص: 340 ] وهذي درعنا رهنا فخذها
لشهر إن وفى أو نصف شهر فقال : معاشر سغبوا وجاعوا
وما عدموا الغنى من غير فقر فأقبل نحونا يهوي سريعا
وقال لنا لقد جئتم لأمر وفي أيماننا بيض حداد
مجربة ، بها الكفار نفري فعانقه ابن مسلمة المردي
به الكفار كالليث الهزبر وشد بسيفه صلتا عليه
فقطره أبو عبس بن جبر وكان الله سادسنا فأبنا
بأنعم نعمة وأعز نصر


