[ ص: 379 ] إبراهيم الإمام
هو السيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن حبر الأمة عبد الله بن العباس الهاشمي كان بالحميمة من البلقاء . عهد إليه أبوه بالأمر . وعلم به مروان الحمار ، فقتله . روى عن جده ، وعن عبد الله بن محمد بن الحنفية . وعنه مالك بن الهيثم ، وأخواه السفاح ، والمنصور ، وأبو مسلم .
قال ابن سعد : توفي في السجن سنة إحدى وثلاثين ومائة عن ثمان وأربعين سنة ، وكانت شيعتهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان ، فآخذه لذلك مروان .
قال الخطبي : أوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم ، فسمي بالإمام بعد أبيه . وانتشرت دعوته بخراسان ، ووجه إليها بأبي مسلم واليا على دعاته ، فظهر هناك ، فكان يدعو إلى طاعة الإمام من غير تصريح باسمه إلى أن ظهر أمره ، ووقف مروان على أمره ، فأخذ إبراهيم وقتله .
قال صالح بن سليمان : كان أبو مسلم : يكاتبه ، فقدم رسوله ، فرآه عربيا فصيحا فغمه ذلك . فكتب إلى أبي مسلم ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا ، يطلع على أمرك ، فإذا أتاك فاقتله ، فأحس الرسول ، ثم قرأ الكتاب ، فذهب به إلى مروان ، فأخذ إبراهيم ، فغمه بحران في مرفقة .
ويقال : إن إبراهيم حضر الموسم في حشمه ، فشهر نفسه ، فكان سببا لأخذه ، ويقال : أتته عجوز هاشمية تسترفده ، فوصلها بمال جزيل ، واعتذر . ويذكر أن أبا مسلم صبغ خرقا سودا وشدها في رمح ، وكانوا يسمعون [ ص: 380 ] بحديث رايات سود من قبل المشرق فتاقت أنفسهم إلى ذلك ، وتبعه عبيد ، فقال : من يتبعني فهو حر ، ثم خرج بهم ، فوقعوا بعامل في تلك الكورة فقتلوه ، ثم كثروا ولما قتل إبراهيم ، قال : الأمر بعدي لابن الحارثية يعني : السفاح .