[ ص: 110 ] عطاء بن السائب ( 4 )
الإمام الحافظ ، محدث الكوفة أبو السائب ، وقيل : أبو زيد ، وقيل : أبو يزيد ، وأبو محمد الكوفي .
عن أبيه السائب بن زيد ، وقيل : ابن يزيد ، وقيل : ابن مالك الثقفي ، مولاهم ، وعن أنس بن مالك - ولم يثبت أنه سمع منه ، وقد جاء بإدخال يزيد الرقاشي بينهما - وعن عبد الله بن أبي أوفى ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبي وائل ، ومرة الطيب ، وعمرو بن ميمون الأودي ، ومجاهد وأبي البختري الطائي ، وذر بن عبد الله ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، وسعيد بن جبير ، وعبد الله بن بريدة ، وعكرمة ، والحسن ، وأبي ظبيان ، وسالم البراد وخلق كثير .
وكان من كبار العلماء ، لكنه ساء حفظه قليلا في أواخر عمره .
حدث عنه إسماعيل بن أبي خالد ، وهو من طبقته ، والثوري ، وابن جريج ، وأبو جعفر الرازي ، والحمادان ، وروح بن القاسم ، وموسى بن أعين ، وأبو عوانة ، وجعفر بن سليمان ، وأبو الأحوص ، وشعبة ، وشريك ، وعبيدة بن حميد ، وابن فضيل ، وجرير بن عبد الحميد ، وزائدة ، وزهير بن معاوية ، وابن عيينة ، وهشيم ، وأبو إسحاق الفزاري ، وعلي بن عاصم ، وخلق كثير . وابن علية ،
قال ابن عيينة : حدثني بعض أصحابنا ، أن أبا إسحاق كان يسأل عن عطاء بن السائب ، فيقول : إنه من البقايا .
[ ص: 111 ] وروى إبراهيم بن مهدي ، عن حماد بن زيد قال : أتينا أيوب ، فقال : اذهبوا ، فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة . وهو ثقة ، اذهبوا إليه ، فسلوه عن حديث أبيه في التسبيح .
علي ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد قال : ما سمعت أحدا يقول في عطاء بن السائب شيئا قط في حديثه القديم ، وما حدث سفيان وشعبة عنه صحيح ، إلا حديثين . كان شعبة يقول : سمعتهما بأخرة عن زاذان .
أحمد بن سنان عن عبد الرحمن قال : ليث بن أبي سليم ، وعطاء بن السائب ، ويزيد بن أبي زياد ، ليث أحسنهم حالا عندي .
وروى عن عثمان بن أبي ، شيبة ، جرير ، وذكر الثلاثة ، فقال : يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء . قال : أحمد بن حنبل عطاء ثقة ثقة ، رجل صالح ، وقال : من سمع منه قديما كان صحيحا ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء ، سمع منه قديما شعبة ، وسفيان . وسمع منه حديثا : جرير وخالد بن عبد الله ، وإسماعيل وكان يرفع عن وعلي بن عاصم ، سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها .
[ ص: 112 ] قال : وقال وهيب لما قدم عطاء البصرة قال : كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ، ولم يسمع من عبيدة شيئا ، وهذا اختلاط شديد .
أبو داود عن أحمد قال : كان عطاء بن السائب من خيار عباد الله ، كان يختم القرآن كل ليلة . وقال شعبة : حدثنا عطاء وكان نسيا . وقال يحيى : لم يسمع عطاء بن السائب من يعلى بن مرة ، قال : واختلط عطاء فما سمع منه قديما فهو صحيح ، وقد سمع منه أبو عوانة ، في الصحة وفي الاختلاط جميعا ، ولا يحتج بحديثه .
أنبأنا ابن عدي ، ابن أبي عصمة ، حدثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت يقول : يحيى بن معين ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب . وجميع من روى عن عطاء ففي الاختلاط ، إلا شعبة وسفيان .
قال : ابن عدي عطاء اختلط في آخر عمره ، فمن سمع منه قديما مثل الثوري وشعبة ، فحديثه مستقيم . ومن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النكرة . وقال العجلي : كان شيخا قديما ثقة ، روى عن ابن أبي أوفى ، ومن سمع منه قديما فهو صحيح ، منهم الثوري ، فأما من سمع منه بأخرة ، فهو مضطرب الحديث ، منهم هشيم وكان وخالد بن عبد الله ، عطاء بأخرة يتلقن إذا لقن ، لأنه كان غير صالح الكتاب ، وأبوه تابعي ثقة .
وقال أبو حاتم : كان محله الصدق قديما قبل أن يختلط ، ثم تغير حفظه ، [ ص: 113 ] في حديثه تخاليط كثيرة ، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب ، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين ، فرفعها إلى الصحابة .
وقال : ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ، ورواية النسائي حماد بن زيد ، وشعبة ، وسفيان عنه جيدة .
عن الحميدي سفيان قال : كنت سمعت من عطاء بن السائب قديما . ثم قدم علينا قدمة ، فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعته ، فخلط فيه ، فاتقيته واعتزلته .
وقال أبو النعمان عن يحيى بن سعيد : عطاء بن السائب تغير حفظه بعد ، سمع منه قبل أن يتغير . وحماد بن زيد
وقال أبو قطن عن شعبة : ثلاثة في القلب منهم هاجس : عطاء بن السائب ، وآخر . ويزيد بن أبي زياد ،
إسماعيل بن بهرام ، عن قال : كنت إذا رأيت أبي بكر بن عياش عطاء بن السائب ، وضرار بن مرة ، رأيت أثر البكاء على خدودهما .
قال ابن سعد وغيره : مات عطاء بن السائب سنة ست وثلاثين ومائة .
أخبرنا أحمد بن هبة الله ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : جبريل ؟ قال : هذه ماشطة بنت فرعون ، كانت تمشطها فوقع المشط من يدها . قالت : بسم الله . قالت ابنة فرعون : أبي ؟ قالت : ربي ورب أبيك . قالت : أقول له إذا ، قالت : قولي له . قال لها : أو لك رب غيري ؟ قالت : ربي وربك الذي في السماء . قال : فأحمى لها بقرة من نحاس . فقالت : إن لي إليك حاجة . قال : وما [ ص: 114 ] حاجتك ؟ قالت : أن تجمع عظامي وعظام ولدي . قال : ذلك لك علينا ، لما لك علينا من الحق . فألقى ولدها في البقرة واحدا واحدا . فكان آخرهم صبي . فقال : يا أمه اصبري فإنك على الحق . مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة ، فقلت : ما هذه الرائحة يا
قال ابن عباس : فأربعة تكلموا وهم صبيان : ابن ماشطة فرعون ، وصبي جريج ، وعيسى ابن مريم ، والرابع لا أحفظه .