يزيد بن أبي زياد ( 4 ، م قرنه ، خت )
الإمام المحدث أبو عبد الله ، الهاشمي ، مولاهم الكوفي ، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، معدود في صغار التابعين .
قلت : رأى أنسا ، وروى عن مولاه عبد الله ، وأبي جحيفة السوائي إن صح ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعمرو بن سلمة الهمداني ، لا الجرمي ، وعبد الله بن معقل بن مقرن ، ومجاهد وعكرمة ، وعطاء ، وأبي صالح ذكوان ، وسالم بن أبي الجعد ، وأبي فاختة سعيد بن علاقة ، ومقسم ، وإبراهيم النخعي ، وعبد الرحمن بن أبي نعم ، وطائفة . وينزل إلى . عبد الله بن محمد بن عقيل
وكان من أوعية العلم ، وليس هو بالمتقن ، فلذا لم يحتج به الشيخان . حدث عنه شعبة ، والثوري ، وأبو حمزة السكري ، ومنصور بن أبي الأسود ، وزائدة ، وقيس ، وعبد العزيز بن مسلم ، وحبان بن علي ، وشريك ، وهشيم ، وابن عيينة ، وعلي بن مسهر ، وابن فضيل ، وأبو عوانة ، وجرير بن [ ص: 130 ] عبد الحميد ، وخالد بن عبد الله ، وأبو بكر بن عياش ، وزياد البكائي ، وعلي بن عاصم ، وابن إدريس ، وابن نمير ، وخلق كثير .
وروى عنه من أقرانه : إسماعيل بن أبي خالد .
قال شعبة : كان رفاعا -يعني الآثار التي هي من أقوال الصحابة يرفعها- وقال ابن فضيل : كان من أئمة الشيعة الكبار . وقال : لم يكن بالحافظ . وروى أحمد بن حنبل عباس عن يحيى : لا يحتج بحديثه .
روى عثمان الدارمي عن يحيى : ليس بالقوي . وروى أبو يعلى عن يحيى : ضعيف الحديث . وقال العجلي : جائز الحديث . كان بأخرة يلقن ، وأخوه برد ثقة .
وروى عن عثمان بن أبي شيبة ، جرير قال : كان أحسن حفظا من عطاء بن السائب ، وقال ابن معين : ما أقربهما . وذكره ابن المبارك فقال : ارم به .
وقال ابن مهدي : ليث بن أبي سليم ، وعطاء بن السائب ، ويزيد بن أبي زياد ، ليث أحسنهم حالا .
وقال أبو زرعة لين . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، وقال أبو داود : لا أعلم أحدا ترك حديثه ، وقال الجوزجاني : سمعتهم يضعفون حديثه . وقال : هو من شيعة أهل ابن عدي الكوفة ، ومع ضعفه يكتب حديثه .
وقد علق له لفظة فقال : قال البخاري جرير ، عن يزيد : القسية : ثياب مضلعة . وقد روى له مسلم فقرنه بآخر معه . وقد حدث عنه شعبة مع براعته في نقد الرجال .
وروى -وليس بحجة- عن علي بن عاصم شعبة ، قال : ما أبالي إذا كتبت عن أن لا أكتبه عن أحد . وقد خرج له يزيد بن أبي زياد الترمذي ، وحسن له ما رواه من طريق هشيم : [ ص: 131 ] أنبأنا حدثنا يزيد بن أبي زياد ، عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عما يقتل المحرم ، قال : وأخرجه الحية ، والعقرب ، والفويسقة ، ويرمي الغراب ولا يقتله ، والكلب العقور ، والحدأة ، والسبع العادي أبو داود أيضا وهذا خبر منكر .
ابن فضيل : حدثنا يزيد ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن قال : تغنى أبي برزة معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعمرو بن العاص وهذا أيضا منكر . اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ودعهما في النار دعا
وأنكر منه حديث الرايات فقال : حدثناه أبو جعفر العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا عمرو بن عون ، عن خالد بن عبد الله ، عن يزيد بن أبي زياد ، إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : قريش فتغير لونه . فقلنا : يا رسول الله إنا لا نزال نرى في وجهك الشيء تكرهه ؟ فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا ، حتى يجيء قوم من هاهنا -وأومأ بيده نحو المشرق- أصحاب رايات سود ، يسألون الحق ولا يعطونه مرتين أو ثلاثا ، [ ص: 132 ] فيقاتلون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، فمن أدرك ذلك منكم ، فليأته ولو حبوا على الثلج قال كنا جلوسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه فتية من : حديثه في الرايات ليس بشيء . أحمد بن حنبل
قلت : وقد رواه عنه أيضا قال محمد بن فضيل ، الحافظ أبو قدامة السرخسي : حدثنا أبو أسامة قال : حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته . قلت : معذور والله أبو أسامة ، وأنا قائل كذلك ، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات ، فالآفة منه عمدا أو خطأ .
محمد بن آدم المصيصي ، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الرازي ، عن عن يزيد بن أبي زياد مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال : وهذا أيضا شبه موضوع ، ولو علم من شرب الخمر ، لم تقبل له صلاة سبعا ، فإن مات فيهن مات كافرا ، وإن هي أذهبت عقله عن شيء من القرآن ، لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات فيهن مات كافرا شعبة أن يزيد حدث بهذه البواطيل ، لما روى عنه كلمة .
روى جرير عن قال : قتل يزيد بن أبي زياد ، الحسين وأنا ابن أربع عشرة [ ص: 133 ] سنة ، أو خمس عشرة سنة . وقال مطين مات سنة سبع وثلاثين ومائة .
قلت : فعلى هذا عاش نحوا من إحدى وتسعين سنة .