[ ص: 227 ] ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله .
عطف على جملة إنكم كنتم قوما فاسقين لأن هذا بيان للتعليل لعدم قبول نفقاتهم بزيادة ذكر سببين آخرين مانعين من قبول أعمالهم هما من آثار الكفر والفسوق . وهما : أنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ، وأنهم لا ينفقون إلا وهم كارهون . والكفر وإن كان وحده كافيا في عدم القبول ، إلا أن ذكر هذين السببين إشارة إلى تمكن الكفر من قلوبهم وإلى مذمتهم بالنفاق الدال على الجبن والتردد . فذكر الكفر بيان لذكر الفسوق ، وذكر التكاسل عن الصلاة لإظهار أنهم متهاونون بأعظم عبادة فكيف يكون إنفاقهم عن إخلاص ورغبة . وذكر الكراهية في الإنفاق لإظهار عدم الإخلاص في هذه الخصلة المتحدث عنها .
وقرأ حمزة : ( أن يقبل منهم ) بالمثناة التحتية لأن جمع غير المؤنث الحقيقي يجوز فيه التذكير وضده . والكسائي