وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت
تذييل ثان في قوة التأكيد لقوله : إن الله بكل شيء عليم ، ولذلك فصل بدون عطف لأن ثبوت ملك السماوات والأرض لله - تعالى - يقتضي أن يكون عليما بكل شيء لأن تخلف العلم عن التعلق ببعض المتملكات يفضي إلى إضاعة شؤونها .
فافتتاح الجملة بـ ( إن ) مع عدم الشك في مضمون الخبر يعين أن ( إن ) لمجرد الاهتمام فتكون مفيدة معنى التفريع بالفاء والتعليل .
ومعنى الملك : التصرف والتدبير . وقد تقدم عند قوله - تعالى : ملك يوم الدين
وزيادة جملتي يحيي ويميت لتصوير معنى الملك في أتم مظاهره المحسوسة للناس المسلم بينهم أن ذلك من تصرف الله - تعالى - لا يستطيع أحد دفع ذلك ولا تأخيره .
وعطف جملة وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير لتأييد المسلمين بأنهم منصورون في سائر الأحوال لأن الله وليهم فهو نصير لهم ، ولإعلامهم بأنهم لا يخشون الكفار لأن الكافرين لا مولى لهم لأن الله غاضب عليهم فهو لا ينصرهم . وذلك مناسب لغرض الكلام المتعلق باستغفارهم للمشركين بأنه لا يفيدهم .
وتقدم الكلام على الولي عند قوله - تعالى : قل أغير الله أتخذ وليا في أول سورة الأنعام .
[ ص: 49 ] والنصير : الناصر . وتقدم معنى النصر عند قوله - تعالى - : ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون في سورة البقرة .