[ ص: 154 ] وردوا إلى الله مولاهم الحق
يجوز أن تكون معطوفة على جملة هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت فتكون من تمام التذييل ، ويكون ضمير ردوا عائدا إلى كل نفس . ويجوز أن تكون معطوفة على قوله ويوم نحشرهم جميعا الآية فلا تتصل بالتذييل ، أي ونردهم إلينا ، ويكون ضمير ردوا عائدا إلى الذين أشركوا خاصة . والمعنى تحقق عندهم الحشر الذي كانوا ينكرونه . ويناسب هذا المعنى قوله : مولاهم الحق فإن فيه إشعارا بالتورك عليهم بإبطال مواليهم الباطلة .
والرد : الإرجاع . والإرجاع إلى الله الإرجاع إلى تصرفه بالجزاء على ما يرضيه وما لا يرضيه وقد كانوا من قبل حين كانوا في الحياة الدنيا ممهلين غير مجازين .
والمولى : السيد ; لأن بينه وبين عبده ولاء عهد الملك . ويطلق على متولي أمور غيره وموفر شئونه .
والحق : الموافق للواقع والصدق ، أي ردوا إلى الإله الحق دون الباطل . والوصف بالحق هو وصف المصدر في معنى الحاق ، أي الحاق المولوية ، أي دون الأولياء الذين زعموهم باطلا .