nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28981وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم
عطف بقية ما جرى في القصة مما فيه عبرة وموعظة . وهذا مقدمة لخبر خروج
موسى ومن معه من أرض
مصر . فهذه المقدمة لتعريف كرامة
موسى - عليه السلام - على ربه بأن استجاب له دعاءه ، وأنفذ برسالته مراده - تعالى - من
nindex.php?page=treesubj&link=31920_31916_31915إنقاذ بني إسرائيل من الاستعباد .
ومهد
موسى لدعائه تمهيدا يدل على أن ما سأله من الله لزجر
فرعون وملئه إنما هو لمصلحة الدين لا للانتقام منه لقومه ولنفسه ، فسأل الله سلب النعمة عن
[ ص: 268 ] فرعون وملئه وحلول العذاب بهم لخضد شوكتهم وتذليل تجبرهم ليرجعوا عن ضلالهم ويسهل قبولهم الإيمان . .
ولما كانت النعمة مغرية بالطغيان لأهل الجهالة والخباثة جعل
موسى إمداد
فرعون بالنعمة مغريا
لفرعون بالاسترسال على الإعراض عن الدين فكان دعاء
موسى عليهم استصلاحا لهم وتطلبا لإيمانهم بوسائل التشديد عليهم ، ولكن الله علم من قلوبهم ما لم يعلمه
موسى وقضى عليهم بالاستئصال .
وافتتح الدعاء بالنداء لمناسبته لمقام الدعاء . ونودي الله بوصف الربوبية تذللا لإظهار العبودية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا توطئة للدعاء عليهم ؛ فليس المقصود به حقيقة الإخبار ضرورة أن
موسى يوقن بأن الله يعلم ذلك فتعين أن الخبر مستعمل في التمهيد لطلب سلب النعمة عنهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ليضلوا عن سبيلك . ثم الانتقال إلى الدعاء بسلب ما أوتوه .
فاقتران الخبر بحرف إن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88إنك آتيت فرعون إلخ مقصود به الاهتمام بهذا المعنى الذي استعمل فيه الخبر إذ ليس المقام مقام دفع تردد أو دفع إنكار .
وقد تردد المفسرون في محل اللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ليضلوا عن سبيلك . والذي سلكه أهل التدقيق منهم أن اللام لام العاقبة . ونقل ذلك عن نحاة
البصرة :
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، والأخفش ، وأصحابهما ، على نحو اللام في قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا فاللام الموضوعة للتعليل مستعارة لمعنى الترتب والتعقيب الموضوع له فاء التعقيب على طريقة الاستعارة التبعية في متعلق معنى الحرف فشبه ترتب الشيء على شيء آخر ليس علة فيه بترتب المعلول على العلة للمبالغة في قوة الترتب حتى صار كأنه مقصود لمن ظهر عنده أثره ، فالمعنى : إنك آتيت
فرعون وملأه زينة وأموالا فضلوا بذلك وأضلوا .
وللمفسرين وجوه خمسة أخرى :
[ ص: 269 ] أحدها : أن يكون للتعليل ، وأن المعنى : إنك فعلت ذلك استدراجا لهم ، ونسب إلى
الفراء ، وفسر به
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
الثاني : أن الكلام على حذف حرف ، والتقدير : لئلا يضلوا عن سبيلك أي فضلوا . حكاه
الفخر .
الثالث : أن اللام لام الدعاء . روي هذا عن
الحسن . واقتصر عليه في الكشاف . وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري . وهو أبعد الوجوه وأثقلها .
الرابع : أن يكون على حذف همزة الاستفهام . والتقدير : أليضلوا عن سبيلك آتيناهم زينة وأموالا تقريرا للشنعة عليهم ، قاله
ابن عطية . ويكون الاستفهام مستعملا في التعجب ، قاله
الفخر .
الخامس : تأويل معنى الضلال بأنه الهلاك ، قاله
الفخر . وهي وجوه ضعيفة متفاوتة الضعف فلا نطيل بتقريرها .
والزينة : ما يتزين به الناس ، وما يحسن في أنظارهم من طرائف الدنيا ، كالحلي والجواهر والمباني الضخمة . قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=14زين للناس حب الشهوات وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون
والأموال : ما به قوام المعاش ، فالزينة تلهيهم عن اتباع المواعظ ، وتعظم شأنهم في أنظار قومهم ، والأموال يسخرون بها الرعية لطاعتهم ، وقد كان
للفراعنة من سعة الرزق ورفاهية العيش ما سار ذكره في الآفاق . وظهرت مثل منه في أهرامهم ونواويسهم .
وأعيد النداء بين الجملة المعللة والجملة المعللة لتأكيد التذلل والتعرض للإجابة ولإظهار التبرؤ من قصد الاعتراض .
وقرأ
نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو جعفر ، ويعقوب ليضلوا بفتح الياء . وقرأ
عاصم ، وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بضم الياء على معنى سعيهم في تضليل الناس .
[ ص: 270 ] والمعنى الحاصل من القراءتين متحد لأنهم إذا ضلوا في أنفسهم وهم قادة قومهم كان ضلالهم تضليلا لغيرهم ، وكذلك إذا أضلوا الناس فإنهم ما أضلوهم إلا وهم ضالون مثلهم . وقد علمت آنفا أن الزينة سبب ضلالهم والأموال سبب إضلال الناس .
وأعيد النداء ثالث مرة لزيادة تأكيد التوجه والتضرع .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88اطمس على أموالهم هي المقصود من هذا الكلام ، والنداء يقوم مقام وصل الجملة بما قبلها بمنزلة حرف العطف .
والطمس : المحو والإزالة . وقد تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47من قبل أن نطمس وجوها في سورة النساء . وفعله يتعدى بنفسه كما في آية سورة النساء ، ويعدى بحرف على كما هنا . وقوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=66ولو نشاء لطمسنا على أعينهم في سورة يس .
ولعل تعديته بـ على لإرادة تمكن الفعل من المفعول ، أو لتضمين الطمس معنى الاعتلاء بآلة المحو والإزالة ، فطمس الأموال إتلافها وإهلاكها .
وأما قوله : واشدد فأحسب أنه مشتق من الشد ، وهو العسر . ومنه الشدة للمصيبة والتحرج ، ولو أريد غير ذلك لقيل : واطبع ، أو واختم ، أو نحوهما ، فيكون شد بمعنى أدخل الشد ، أو استعمله مثل جد في كلامه ، أي استعمل الجد .
وحرف على مستعار لمعنى الظرفية استعارة تبعية لإفادة تمكن الشدة .
والمعنى : أدخل الشدة في قلوبهم .
والقلوب : النفوس والعقول .
والمعنى : أنه يدعو عليهم بالأنكاد والأحزان التي تجعل قلوبهم في ضيق وحرج أي اجعلهم في عناء وبلبلة بال ما داموا في الكفر . وهذا حرص منه - عليه السلام - على وسائل هدايتهم رجاء أنهم إذا زالت عنهم النعم وضاقت صدورهم بكروب
[ ص: 271 ] الحياة تفكروا في سبب ذلك ، فعجلوا بالنوبة إلى الله كما هو معتاد النفوس الغافلة قال - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه
ويجوز أن يكون اشدد من الشد ، وهو الهجوم . يقال : شد عليه ، إذا هجم ، وذلك أن قلوبهم في حالة النعمة والدعة آمنة ساكنة فدعا الله أن يشد عليهم بعذابه ، تمثيلا لحال إصابة نفوسهم بالأكدار والأحزان بحال من يشد على عدوه ليقتله وهو معنى قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وأجلب عليهم بخيلك ورجلك أي طوعهم لحكمك وسخرهم .
وبهذا يظهر أن موقع الفاء في قوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " أن تكون فاء السببية في جواب الدعاء ، أي افعل بهم ذلك ليؤمنوا . والفعل منصوب بأن مضمرة إضمارا واجبا بعد فاء السببية .
فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب في قوة أن يقال : فيؤمنوا حين يرون العذاب لا قبل ذلك .
وإنما عدل عن إيقاع جواب الدعاء بصيغة إثبات الإيمان ، إلى إيراده بصيغة نفي مغيا بغاية هي رؤية العذاب سلوكا لأسلوب بديع في نظم الكلام لأنه أراد أن يجمع بين ترتيب الجواب على الدعاء وبين ما استبان له من طبع نفوسهم بطبع أنهم لا تنفع فيهم الحجج وأن قساوة قلوبهم وشراسة نفوسهم لا تذللها إلا الآلام الجسدية والنفسانية ، وكل ذلك علاج بما هو مظنة إيصالهم من طرق الضغط والشدة حيث لم تجد فيهم وسائل الحجة ، فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم أي أن شأنهم ذلك ، وهذا إيجاز بديع إذ جمع في هذا التركيب جواب الدعاء وبيان علة الدعاء عليهم بذلك . وأصل الكلام : فيؤمنوا فإنهم لا يؤمنون إلا إذا رأوا العذاب الأليم .
والمقصود من جواب فعل الدعاء هو غاية الجواب التي بعد حتى ، فتلك هي مصب الجواب . وهذا الوجه في تفسير الآية وجه لا ترهقه غبرة الإشكال ، ولا يعسر
[ ص: 272 ] معه المنال ، ويجوز أن يكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا إلخ عطفا على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ليضلوا عن سبيلك وجملة الدعاء بينهما معترضة .
والمعنى : ليضلوا عن سبيلك فيستمر ضلالهم حتى يروا العذاب الأليم . وهذا تأويل
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
والمراد بالعذاب الأليم عذاب الفقر والجوع وعذاب النكد في النفس .
والرؤية مستعملة في الإحساس على وجه المجاز المرسل ، أو مستعملة كناية عن حلول العذاب بهم لأن المشاهدة ملازمة لحلول الشيء المشاهد .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28981وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
عَطَفَ بَقِيَّةَ مَا جَرَى فِي الْقِصَّةِ مِمَّا فِيهِ عِبْرَةٌ وَمَوْعِظَةٌ . وَهَذَا مُقَدِّمَةٌ لِخَبَرِ خُرُوجِ
مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَرْضِ
مِصْرَ . فَهَذِهِ الْمُقَدِّمَةُ لِتَعْرِيفِ كَرَامَةِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى رَبِّهِ بِأَنِ اسْتَجَابَ لَهُ دُعَاءَهُ ، وَأَنْفَذَ بِرِسَالَتِهِ مُرَادَهُ - تَعَالَى - مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31920_31916_31915إِنْقَاذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الِاسْتِعْبَادِ .
وَمَهَّدَ
مُوسَى لِدُعَائِهِ تَمْهِيدًا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا سَأَلَهُ مِنَ اللَّهِ لِزَجْرِ
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّمَا هُوَ لِمَصْلَحَةِ الدِّينِ لَا لِلِانْتِقَامِ مِنْهُ لِقَوْمِهِ وَلِنَفْسِهِ ، فَسَأَلَ اللَّهَ سَلْبَ النِّعْمَةِ عَنْ
[ ص: 268 ] فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ وَحُلُولَ الْعَذَابِ بِهِمْ لِخَضْدِ شَوْكَتِهِمْ وَتَذْلِيلِ تَجَبُّرِهِمْ لِيَرْجِعُوا عَنْ ضَلَالِهِمْ وَيَسْهُلَ قَبُولُهُمُ الْإِيمَانَ . .
وَلَمَّا كَانَتِ النِّعْمَةُ مُغْرِيَةً بِالطُّغْيَانِ لِأَهْلِ الْجَهَالَةِ وَالْخَبَاثَةِ جَعَلَ
مُوسَى إِمْدَادَ
فِرْعَوْنَ بِالنِّعْمَةِ مُغْرِيًا
لِفِرْعَوْنَ بِالِاسْتِرْسَالِ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنِ الدِّينِ فَكَانَ دُعَاءُ
مُوسَى عَلَيْهِمُ اسْتِصْلَاحًا لَهُمْ وَتَطَلُّبًا لِإِيمَانِهِمْ بِوَسَائِلِ التَّشْدِيدِ عَلَيْهِمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَلِمَ مِنْ قُلُوبِهِمْ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ
مُوسَى وَقَضَى عَلَيْهِمْ بِالِاسْتِئْصَالِ .
وَافْتُتِحَ الدُّعَاءُ بِالنِّدَاءِ لِمُنَاسَبَتِهِ لِمَقَامِ الدُّعَاءِ . وَنُودِيَ اللَّهُ بِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ تَذَلُّلًا لِإِظْهَارِ الْعُبُودِيَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا تَوْطِئَةٌ لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ ؛ فَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهِ حَقِيقَةَ الْإِخْبَارِ ضَرُورَةَ أَنَّ
مُوسَى يُوقِنُ بِأَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ذَلِكَ فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْخَبَرَ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّمْهِيدِ لِطَلَبِ سَلْبِ النِّعْمَةِ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88لِيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ . ثُمَّ الِانْتِقَالِ إِلَى الدُّعَاءِ بِسَلْبِ مَا أُوتُوهُ .
فَاقْتِرَانُ الْخَبَرِ بِحَرْفِ إِنَّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ إِلَخْ مَقْصُودٌ بِهِ الِاهْتِمَامُ بِهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي اسْتُعْمِلَ فِيهِ الْخَبَرُ إِذْ لَيْسَ الْمَقَامُ مَقَامَ دَفْعِ تَرَدُّدٍ أَوْ دَفْعِ إِنْكَارٍ .
وَقَدْ تَرَدَّدَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَحَلِّ اللَّامِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88لِيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ . وَالَّذِي سَلَكَهُ أَهْلُ التَّدْقِيقِ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّامَ لَامُ الْعَاقِبَةِ . وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ نُحَاةِ
الْبَصْرَةِ :
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ ، وَالْأَخْفَشِ ، وَأَصْحَابِهِمَا ، عَلَى نَحْوِ اللَّامِ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا فَاللَّامُ الْمَوْضُوعَةُ لِلتَّعْلِيلِ مُسْتَعَارَةٌ لِمَعْنَى التَّرَتُّبِ وَالتَّعْقِيبِ الْمَوْضُوعِ لَهُ فَاءُ التَّعْقِيبِ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِعَارَةِ التَّبَعِيَّةِ فِي مُتَعَلِّقِ مَعْنَى الْحَرْفِ فَشَبَّهَ تَرَتُّبَ الشَّيْءِ عَلَى شَيْءٍ آخَرَ لَيْسَ عِلَّةً فِيهِ بِتَرَتُّبِ الْمَعْلُولِ عَلَى الْعِلَّةِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي قُوَّةِ التَّرَتُّبِ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ مَقْصُودٌ لِمَنْ ظَهَرَ عِنْدَهُ أَثَرُهُ ، فَالْمَعْنَى : إِنَّكَ آتَيْتَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فَضَّلُوا بِذَلِكَ وَأَضَلُّوا .
وَلِلْمُفَسِّرِينَ وُجُوهٌ خَمْسَةٌ أُخْرَى :
[ ص: 269 ] أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ لِلتَّعْلِيلِ ، وَأَنَّ الْمَعْنَى : إِنَّكَ فَعَلْتَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجًا لَهُمْ ، وَنُسِبَ إِلَى
الْفَرَّاءِ ، وَفَسَّرَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرَيُّ .
الثَّانِي : أَنَّ الْكَلَامَ عَلَى حَذْفِ حَرْفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : لِئَلَّا يَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ أَيْ فَضَلُّوا . حَكَاهُ
الْفَخْرُ .
الثَّالِثُ : أَنَّ اللَّامَ لَامُ الدُّعَاءِ . رُوِيَ هَذَا عَنِ
الْحَسَنِ . وَاقْتُصِرَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّافِ . وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ . وَهُوَ أَبْعَدُ الْوُجُوهِ وَأَثْقَلُهَا .
الرَّابِعُ : أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ . وَالتَّقْدِيرُ : أَلِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ آتَيْنَاهُمْ زِينَةً وَأَمْوَالًا تَقْرِيرًا لِلشُّنْعَةِ عَلَيْهِمْ ، قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ . وَيَكُونُ الِاسْتِفْهَامُ مُسْتَعْمَلًا فِي التَّعَجُّبِ ، قَالَهُ
الْفَخْرُ .
الْخَامِسُ : تَأْوِيلُ مَعْنَى الضَّلَالِ بِأَنَّهُ الْهَلَاكُ ، قَالَهُ
الْفَخْرُ . وَهِيَ وُجُوهٌ ضَعِيفَةٌ مُتَفَاوِتَةُ الضَّعْفِ فَلَا نُطِيلُ بِتَقْرِيرِهَا .
وَالزِّينَةُ : مَا يَتَزَيَّنُ بِهِ النَّاسُ ، وَمَا يَحْسُنُ فِي أَنْظَارِهِمْ مِنْ طَرَائِفِ الدُّنْيَا ، كَالْحُلِيِّ وَالْجَوَاهِرِ وَالْمَبَانِي الضَّخْمَةِ . قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=14زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
وَالْأَمْوَالُ : مَا بِهِ قِوَامُ الْمَعَاشِ ، فَالزِّينَةُ تُلْهِيهِمْ عَنِ اتِّبَاعِ الْمَوَاعِظِ ، وَتُعَظِّمُ شَأْنَهُمْ فِي أَنْظَارِ قَوْمِهِمْ ، وَالْأَمْوَالُ يُسَخِّرُونَ بِهَا الرَّعِيَّةَ لِطَاعَتِهِمْ ، وَقَدْ كَانَ
لِلْفَرَاعِنَةِ مِنْ سَعَةِ الرِّزْقِ وَرَفَاهِيَةِ الْعَيْشِ مَا سَارَ ذِكْرُهُ فِي الْآفَاقِ . وَظَهَرَتْ مُثُلٌ مِنْهُ فِي أَهْرَامِهِمْ وَنَوَاوِيسِهِمْ .
وَأُعِيدَ النِّدَاءُ بَيْنَ الْجُمْلَةِ الْمُعَلَّلَةِ وَالْجُمْلَةِ الْمُعَلِّلَةِ لِتَأْكِيدِ التَّذَلُّلِ وَالتَّعَرُّضِ لِلْإِجَابَةِ وَلِإِظْهَارِ التَّبَرُّؤِ مِنْ قَصْدِ الِاعْتِرَاضِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ، وَابْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو عَمْرٍو ، وَابْنُ عَامِرٍ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَيَعْقُوبُ لِيَضِلُّوا بِفَتْحِ الْيَاءِ . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ ، وَحَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الْيَاءِ عَلَى مَعْنَى سَعْيِهِمْ فِي تَضْلِيلِ النَّاسِ .
[ ص: 270 ] وَالْمَعْنَى الْحَاصِلُ مِنَ الْقِرَاءَتَيْنِ مُتَّحِدٌ لِأَنَّهُمْ إِذَا ضَلُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَهُمْ قَادَةُ قَوْمِهِمْ كَانَ ضَلَالُهُمْ تَضْلِيلًا لِغَيْرِهِمْ ، وَكَذَلِكَ إِذَا أَضَلُّوا النَّاسَ فَإِنَّهُمْ مَا أَضَلُّوهُمْ إِلَّا وَهُمْ ضَالُّونَ مِثْلُهُمْ . وَقَدْ عَلِمْتَ آنِفًا أَنَّ الزِّينَةَ سَبَبُ ضَلَالِهِمْ وَالْأَمْوَالَ سَبَبُ إِضْلَالِ النَّاسِ .
وَأُعِيدَ النِّدَاءُ ثَالِثَ مَرَّةٍ لِزِيَادَةِ تَأْكِيدِ التَّوَجُّهِ وَالتَّضَرُّعِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ هِيَ الْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ، وَالنِّدَاءُ يَقُومُ مَقَامَ وَصْلِ الْجُمْلَةِ بِمَا قَبْلَهَا بِمَنْزِلَةِ حَرْفِ الْعَطْفِ .
وَالطَّمْسُ : الْمَحْوُ وَالْإِزَالَةُ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ . وَفِعْلُهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ كَمَا فِي آيَةِ سُورَةِ النِّسَاءِ ، وَيُعَدَّى بِحَرْفِ عَلَى كَمَا هُنَا . وَقَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=66وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فِي سُورَةِ يس .
وَلَعَلَّ تَعْدِيَتَهُ بِـ عَلَى لِإِرَادَةِ تَمَكُّنِ الْفِعْلِ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَوْ لِتَضْمِينِ الطَّمْسِ مَعْنَى الِاعْتِلَاءِ بِآلَةِ الْمَحْوِ وَالْإِزَالَةِ ، فَطَمْسُ الْأَمْوَالِ إِتْلَافُهَا وَإِهْلَاكُهَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَاشْدُدْ فَأَحْسَبُ أَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الشَّدِّ ، وَهُوَ الْعُسْرُ . وَمِنْهُ الشِّدَّةُ لِلْمُصِيبَةِ وَالتَّحَرُّجِ ، وَلَوْ أُرِيدَ غَيْرُ ذَلِكَ لَقِيلَ : وَاطْبَعْ ، أَوْ وَاخْتِمْ ، أَوْ نَحْوُهُمَا ، فَيَكُونُ شَدَّ بِمَعْنَى أَدْخَلَ الشَّدَّ ، أَوِ اسْتَعْمَلَهُ مِثْلَ جَدَّ فِي كَلَامِهِ ، أَيِ اسْتَعْمَلَ الْجَدَّ .
وَحَرْفُ عَلَى مُسْتَعَارٌ لِمَعْنَى الظَّرْفِيَّةِ اسْتِعَارَةً تَبَعِيَّةً لِإِفَادَةِ تَمَكُّنِ الشِّدَّةِ .
وَالْمَعْنَى : أَدْخَلَ الشِّدَّةَ فِي قُلُوبِهِمْ .
وَالْقُلُوبُ : النُّفُوسُ وَالْعُقُولُ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ بِالْأَنْكَادِ وَالْأَحْزَانِ الَّتِي تَجْعَلُ قُلُوبَهُمْ فِي ضِيقٍ وَحَرَجٍ أَيِ اجْعَلْهُمْ فِي عَنَاءٍ وَبَلْبَلَةِ بَالٍ مَا دَامُوا فِي الْكُفْرِ . وَهَذَا حِرْصٌ مِنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى وَسَائِلِ هِدَايَتِهِمْ رَجَاءَ أَنَّهُمْ إِذَا زَالَتْ عَنْهُمُ النِّعَمُ وَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ بِكُرُوبِ
[ ص: 271 ] الْحَيَاةِ تُفَكَّرُوا فِي سَبَبِ ذَلِكَ ، فَعَجَّلُوا بِالنَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ كَمَا هُوَ مُعْتَادُ النُّفُوسِ الْغَافِلَةِ قَالَ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اشْدُدْ مِنَ الشَّدِّ ، وَهُوَ الْهُجُومُ . يُقَالُ : شَدَّ عَلَيْهِ ، إِذَا هَجَمَ ، وَذَلِكَ أَنَّ قُلُوبَهُمْ فِي حَالَةِ النِّعْمَةِ وَالدَّعَةِ آمِنَةٌ سَاكِنَةٌ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَشُدَّ عَلَيْهِمْ بِعَذَابِهِ ، تَمْثِيلًا لِحَالِ إِصَابَةِ نُفُوسِهِمْ بِالْأَكْدَارِ وَالْأَحْزَانِ بِحَالِ مَنْ يَشُدُّ عَلَى عَدْوِهِ لِيَقْتُلَهُ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ أَيْ طَوِّعْهُمْ لِحُكْمِكَ وَسَخِّرْهُمْ .
وَبِهَذَا يَظْهَرُ أَنَّ مَوْقِعَ الْفَاءِ فِي قَوْلِهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " أَنْ تَكُونَ فَاءَ السَّبَبِيَّةِ فِي جَوَابِ الدُّعَاءِ ، أَيِ افْعَلْ بِهِمْ ذَلِكَ لِيُؤْمِنُوا . وَالْفِعْلُ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ إِضْمَارًا وَاجِبًا بَعْدَ فَاءِ السَّبَبِيَّةِ .
فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ فِي قُوَّةِ أَنْ يُقَالَ : فَيُؤْمِنُوا حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ لَا قَبْلَ ذَلِكَ .
وَإِنَّمَا عُدِلَ عَنْ إِيقَاعِ جَوَابِ الدُّعَاءِ بِصِيغَةِ إِثْبَاتِ الْإِيمَانِ ، إِلَى إِيرَادِهِ بِصِيغَةِ نَفْيٍ مُغَيًّا بِغَايَةٍ هِيَ رُؤْيَةُ الْعَذَابِ سُلُوكًا لِأُسْلُوبٍ بَدِيعٍ فِي نَظْمِ الْكَلَامِ لِأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ تَرْتِيبِ الْجَوَابِ عَلَى الدُّعَاءِ وَبَيْنَ مَا اسْتَبَانَ لَهُ مِنْ طَبْعِ نُفُوسِهِمْ بِطَبْعِ أَنَّهُمْ لَا تَنْفَعُ فِيهِمُ الْحُجَجُ وَأَنَّ قَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ وَشَرَاسَةَ نُفُوسِهِمْ لَا تُذَلِّلُهَا إِلَّا الْآلَامُ الْجَسَدِيَّةُ وَالنَّفْسَانِيَّةُ ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِلَاجٌ بِمَا هُوَ مَظِنَّةُ إِيصَالِهِمْ مِنْ طُرُقِ الضَّغْطِ وَالشِّدَّةِ حَيْثُ لَمْ تُجْدِ فِيهِمْ وَسَائِلُ الْحُجَّةِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ أَيْ أَنَّ شَأْنَهُمْ ذَلِكَ ، وَهَذَا إِيجَازٌ بَدِيعُ إِذْ جَمَعَ فِي هَذَا التَّرْكِيبِ جَوَابَ الدُّعَاءِ وَبَيَانَ عِلَّةِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ . وَأَصْلُ الْكَلَامِ : فَيُؤْمِنُوا فَإِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا إِذَا رَأَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ .
وَالْمَقْصُودُ مِنْ جَوَابِ فِعْلِ الدُّعَاءِ هُوَ غَايَةُ الْجَوَابِ الَّتِي بَعْدَ حَتَّى ، فَتِلْكَ هِيَ مَصَبُّ الْجَوَابِ . وَهَذَا الْوَجْهُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ وَجْهٌ لَا تُرْهِقُهُ غَبَرَةُ الْإِشْكَالِ ، وَلَا يَعْسُرُ
[ ص: 272 ] مَعَهُ الْمَنَالُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا إلَخْ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88لِيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ وَجُمْلَةُ الدُّعَاءِ بَيْنَهُمَا مُعْتَرِضَةٌ .
وَالْمَعْنَى : لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ فَيَسْتَمِرُّ ضَلَالُهُمْ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . وَهَذَا تَأْوِيلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجِ .
وَالْمُرَادُ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ عَذَابُ الْفَقْرِ وَالْجُوعِ وَعَذَابُ النَّكَدِ فِي النَّفْسِ .
وَالرُّؤْيَةُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الْإِحْسَاسِ عَلَى وَجْهِ الْمَجَازِ الْمُرْسَلِ ، أَوْ مُسْتَعْمَلَةٌ كِنَايَةً عَنْ حُلُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ لِأَنَّ الْمُشَاهَدَةَ مُلَازِمَةٌ لِحُلُولِ الشَّيْءِ الْمُشَاهَدِ .