nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102nindex.php?page=treesubj&link=28981فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المومنين
تفريع على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=101وما تغني الآيات والنذر باعتبار ما اشتملت عليه من ذكر النذر . فهي خطاب من الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أي يتفرع على انتفاء انتفاعهم بالآيات والنذر وعلى إصرارهم أن يسأل عنهم : ماذا ينتظرون ، ويجاب بأنهم ما ينتظرون إلا مثل ما حل بمن قبلهم ممن سيقت قصصهم في الآيات الماضية ، ووقع الاستفهام بـ هل لإفادتها تحقيق السؤال وهو باعتبار تحقيق المسؤول عنه وأنه جدير بالجواب بالتحقيق .
[ ص: 298 ] والاستفهام مجاز تهكمي إنكاري ، نزلوا منزلة من ينتظرون شيئا يأتيهم ليؤمنوا ، وليس ثمة شيء يصلح لأن ينتظروه إلا أن ينتظروا حلول مثل أيام الذين خلوا من قبلهم التي هلكوا فيها .
وضمن الاستفهام معنى النفي بقرينة الاستثناء المفرغ . والتقدير : فهل ينتظرون شيئا ، ما ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم .
وأطلقت الأيام على ما يقع فيها من الأحداث العظيمة . ومن هذا إطلاق ( أيام العرب ) على الوقائع وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102قل فانتظروا مفرعة على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فهل ينتظرون . وفصل بين المفرع والمفرع عليه بـ قل لزيادة الاهتمام . ولينتقل من مخاطبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قومه وبذلك يصير التفريع بين كلامين مختلفي القائل شبيها بعطف التلقين الذي في قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال ومن ذريتي . على أن الاختلاف بين كلام الله وكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مقام الوحي والتبليغ اختلاف ضعيف لأنهما آئلان إلى كلام واحد . وهذا موقع غريب لفاء التفريع .
وبهذا النسج حصل إيجاز بديع لأنه بالتفريع اعتبر ناشئا عن كلام الله - تعالى - فكأن الله بلغه النبيء - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يبلغه قومه فليس له إلا التبليغ ، وهو يتضمن وعد الله نبيه بأنه يرى ما ينتظرهم من العذاب ، فهو وعيد وهو يتضمن النصر عليهم . وسيصرح بذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثم ننجي رسلنا
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102إني معكم من المنتظرين استئناف بياني ناشئ عن جملة انتظروا لأنها تثير سؤال سائل يقول : ها نحن أولاء ننتظر وأنت ماذا تفعل . وهذا مستعمل كناية عن ترقبه النصر إذ لا يظن به أنه ينتظر سوءا فتعين أنه
[ ص: 299 ] ينتظر من ذلك ضد ما يحصل لهم ، فالمعية في أصل الانتظار لا في الحاصل بالانتظار .
ومع حال مؤكدة . ومن المنتظرين خبر إن ومفاده مفاد مع إذ ماصدق ، المنتظرين : هم المخاطبون المنتظرون .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثم ننجي رسلنا عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا لأن مثل تلك الأيام يوم عذاب . ولما كانوا مهددين بعذاب يحل بموضع فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون عجل الله البشارة للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بأنه ينجيهم من ذلك العذاب بقدرته كما أنجى الرسل من قبله .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=29677كذلك حقا علينا ننج المومنين تذييل . والإشارة بـ كذلك إلى الإنجاء المستفاد من ثم ننجي
وحقا علينا : جملة معترضة لأن المصدر بدل من الفعل ، أي حق ذلك علينا حقا .
وجعله الله حقا عليه تحقيقا للتفضل به والكرامة حتى صار كالحق عليه .
وقرأ الجمهور ننجي المؤمنين بفتح النون الثانية وتشديد الجيم على وزان ننجي رسلنا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، وحفص عن
عاصم ننجي المؤمنين بسكون النون الثانية وتخفيف الجيم من الإنجاء . فالمخالفة بينه وبين نظيره الذي قبله تفنن ، والمعنى واحد .
وكتب في المصحف ننج المؤمنين بدون ياء بعد الجيم على صورة النطق بها لالتقاء الساكنين .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102nindex.php?page=treesubj&link=28981فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنَجِّ الْمُومِنِينَ
تَفْرِيعٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=101وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ بِاعْتِبَارِ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِ النُّذُرِ . فَهِيَ خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى - لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ يَتَفَرَّعُ عَلَى انْتِفَاءِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْآيَاتِ وَالنُّذُرِ وَعَلَى إِصْرَارِهِمْ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُمْ : مَاذَا يُنْتَظَرُونَ ، وَيُجَابُ بِأَنَّهُمْ مَا يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ مَا حَلَّ بِمَنْ قَبْلَهُمْ مِمَّنْ سِيقَتْ قَصَصُهُمْ فِي الْآيَاتِ الْمَاضِيَةِ ، وَوَقَعَ الِاسْتِفْهَامُ بِـ هَلْ لِإِفَادَتِهَا تَحْقِيقَ السُّؤَالِ وَهُوَ بِاعْتِبَارِ تَحْقِيقِ الْمَسْؤُولِ عَنْهُ وَأَنَّهُ جَدِيرٌ بِالْجَوَابِ بِالتَّحْقِيقِ .
[ ص: 298 ] وَالِاسْتِفْهَامُ مَجَازٌ تَهَكُّمِيٌّ إِنْكَارِيٌّ ، نُزِّلُوا مَنْزِلَةَ مَنْ يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا يَأْتِيهِمْ لِيُؤْمِنُوا ، وَلَيْسَ ثَمَّةُ شَيْءٍ يَصْلُحُ لِأَنْ يَنْتَظِرُوهُ إِلَّا أَنْ يَنْتَظِرُوا حُلُولَ مِثْلِ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مَنْ قَبْلِهِمُ الَّتِي هَلَكُوا فِيهَا .
وَضُمِّنَ الِاسْتِفْهَامُ مَعْنَى النَّفْيِ بِقَرِينَةِ الِاسْتِثْنَاءِ الْمُفَرَّغِ . وَالتَّقْدِيرُ : فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا ، مَا يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ .
وَأُطْلِقَتِ الْأَيَّامُ عَلَى مَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ الْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ . وَمِنْ هَذَا إِطْلَاقُ ( أَيَّامِ الْعَرَبِ ) عَلَى الْوَقَائِعِ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102قُلْ فَانْتَظِرُوا مُفَرَّعَةٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ . وَفُصِلَ بَيْنَ الْمُفَرَّعِ وَالْمُفَرَّعِ عَلَيْهِ بِـ قُلْ لِزِيَادَةِ الِاهْتِمَامِ . وَلِيَنْتَقِلَ مِنْ مُخَاطَبَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مُخَاطَبَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْمَهُ وَبِذَلِكَ يَصِيرُ التَّفْرِيعُ بَيْنَ كَلَامَيْنِ مُخْتَلِفَيِ الْقَائِلِ شَبِيهًا بِعَطْفِ التَّلْقِينِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي . عَلَى أَنَّ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ كَلَامِ اللَّهِ وَكَلَامِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَقَامِ الْوَحْيِ وَالتَّبْلِيغِ اخْتِلَافٌ ضَعِيفٌ لِأَنَّهُمَا آئِلَان إِلَى كَلَامٍ وَاحِدٍ . وَهَذَا مَوْقِعٌ غَرِيبٌ لِفَاءِ التَّفْرِيعِ .
وَبِهَذَا النَّسْجِ حَصَلَ إِيجَازٌ بَدِيعٌ لِأَنَّهُ بِالتَّفْرِيعِ اعْتُبِرَ نَاشِئًا عَنْ كَلَامِ اللَّهِ - تَعَالَى - فَكَأَنَّ اللَّهَ بَلَّغَهُ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيءَ - صَلَّى اٌللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يُبَلِّغَهُ قَوْمَهُ فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا التَّبْلِيغُ ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ وَعْدَ اللَّهِ نَبِيَهُ بِأَنَّهُ يَرَى مَا يَنْتَظِرُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، فَهُوَ وَعِيدٌ وَهُوَ يَتَضَمَّنُ النَّصْرَ عَلَيْهِمْ . وَسَيُصَرِّحُ بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ نَاشِئٌ عَنْ جُمْلَةِ انْتَظَرُوا لِأَنَّهَا تُثِيرُ سُؤَالَ سَائِلٍ يَقُولُ : هَا نَحْنُ أُولَاءِ نَنْتَظِرُ وَأَنْتَ مَاذَا تَفْعَلُ . وَهَذَا مُسْتَعْمَلٌ كِنَايَةً عَنْ تَرَقُّبِهِ النَّصْرَ إِذْ لَا يُظَنُّ بِهِ أَنَّهُ يَنْتَظِرُ سُوءًا فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ
[ ص: 299 ] يَنْتَظِرُ مِنْ ذَلِكَ ضِدَّ مَا يَحْصُلُ لَهُمْ ، فَالْمَعِيَّةُ فِي أَصْلِ الِانْتِظَارِ لَا فِي الْحَاصِلِ بِالِانْتِظَارِ .
وَمَعَ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ . وَمِنَ الْمُنْتَظَرِينَ خَبَرُ إِنَّ وَمُفَادُهُ مُفَادُ مَعَ إِذْ مَاصَدَقَ ، الْمُنْتَظِرِينَ : هُمُ الْمُخَاطَبُونَ الْمُنْتَظِرُونَ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=102فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا لِأَنَّ مِثْلَ تِلْكَ الْأَيَّامِ يَوْمُ عَذَابٍ . وَلَمَّا كَانُوا مُهَدَّدِينَ بِعَذَابٍ يَحُلُّ بِمَوْضِعٍ فِيهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنُونَ عَجَّلَ اللَّهُ الْبِشَارَةَ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُ يُنَجِّيهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْعَذَابِ بِقُدْرَتِهِ كَمَا أَنْجَى الرُّسُلَ مِنْ قَبْلِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=29677كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنَجِّ الْمُومِنِينَ تَذْيِيلٌ . وَالْإِشَارَةُ بِـ كَذَلِكَ إِلَى الْإِنْجَاءِ الْمُسْتَفَادِ مِنْ ثُمَّ نُنَجِّي
وَحَقًّا عَلَيْنَا : جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ لِأَنَّ الْمَصْدَرَ بُدِّلَ مِنَ الْفِعْلِ ، أَيْ حَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا حَقًّا .
وَجَعَلَهُ اللَّهُ حَقًّا عَلَيْهِ تَحْقِيقًا لِلتَّفَضُّلِ بِهِ وَالْكَرَامَةِ حَتَّى صَارَ كَالْحَقِّ عَلَيْهِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ نُنَجِّي الْمُؤْمِنِينَ بِفَتْحِ النُّونِ الثَّانِيَةِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ عَلَى وِزَانِ نُنَجِّي رُسُلَنَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ، وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ بِسُكُونِ النُّونِ الثَّانِيَةِ وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ مِنَ الْإِنْجَاءِ . فَالْمُخَالَفَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَظِيرِهِ الَّذِي قَبْلَهُ تَفَنُّنٌ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ .
وَكُتِبَ فِي الْمُصْحَفِ نُنَجِّ الْمُؤْمِنِينَ بِدُونِ يَاءٍ بَعْدَ الْجِيمِ عَلَى صُورَةِ النُّطْقِ بِهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .