nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28982_30589_31992_30539أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده
أغلقت معاني هذه الآية لكثرة الاحتمالات التي تعتورها من جهة معاد الضمائر واسم الإشارة ، ومن جهة إجمال المراد من الموصول ، وموقع الاستفهام ،
[ ص: 26 ] وموقع فاء التفريع . وقد حكى
ابن عطية وجوها كثيرة في تفسيره بما لم يلخصه أحد مثله وتبعه
القرطبي في حكاية بعضها . والاختلاف في ماصدق من كان على بينة من ربه . وفي المراد من (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17بينة من ربه ) ، وفي المعني بـ يتلوه . وفي المراد من ( شاهد ) . وفي معاد الضمير المنصوب في قوله : يتلوه . وفي معنى من من قوله : منه ، وفي معاد الضمير المجرور بـ من . وفي موقع قوله : من قبله من قوله : كتاب
موسى . وفي مرجع اسم الإشارة من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أولئك يؤمنون به . وفي معاد الضمير المجرور بالباء من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب إلخ فهذه مفاتيح تفسير هذه الآية .
والذي تخلص لي من ذلك ومما فتح الله به مما هو أوضح وجها وأقرب بالمعنى المقصود شبها : أن الفاء للتفريع على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فهل أنتم مسلمون وأن ما بينهما اعتراض لتقرير توغلهم في المكابرة وابتعادهم عن الإيمان ، وهذا التفريع تفريع الضد على ضده في إثبات ضد حكمه له ، أي إن كان حال أولئك المكذبين كما وصف فثم قوم هم بعكس حالهم قد نفعتهم البينات والشواهد ، فهم يؤمنون بالقرآن وهم المسلمون وذلك مقتضى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فهل أنتم مسلمون ، أي كما أسلم من كانوا على بينة من ربهم منكم ومن أهل الكتاب .
والهمزة للاستفهام التقريري ، أي إن كفر به هؤلاء أفيؤمن به من كان على بينة من ربه ، وهذا على نحو نظم قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار أي أنت تنقذ من النار الذي حق عليه كلمة العذاب .
ومن كان على بينة لا يراد بها شخص معين . فكلمة ( من ) هنا تكون كالمعرف بلام العهد الذهني صادقة على من تحققت له الصلة ، أعني أنه على بينة من ربه . وبدون ذلك لا تستقيم الإشارة . وإفراد ضمائر كان على بينة من ربه مراعاة للفظ من الموصولة وذلك أحد استعمالين . والجمع في قوله : أولئك يؤمنون مراعاة لمعنى من الموصولة وذلك استعمال آخر . والتقدير :
[ ص: 27 ] أفمن كانوا على بينة من ربهم أولئك يؤمنون به . ونظير هذه الآية قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=14أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم في سورة القتال .
والذين هم على بينة من ربهم يجوز أن يكونوا النصارى فقط فإنهم كانوا منتشرين في العرب ويعرف
أهل مكة كثيرا منهم ، وهم الذين عرفوا أحقية الإسلام مثل
ورقة بن نوفل nindex.php?page=showalam&ids=202ودحية الكلبي ، ويجوز أن يراد
النصارى واليهود مثل
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ممن آمن بعد الهجرة فدلوا على تمكنهم من معرفة البينة لصحة أفهامهم ولوضوح دلالة البينة ، فأصحابها مؤمنون بها .
والمراد بالبينة حجة مجيء الرسول - صلى الله عليه وسلم - المبشر به في التوراة والإنجيل . فكون
النصارى على بينة من ربهم قبل مجيء الإسلام ظاهر لأنهم لم يكذبوا رسولا صادقا . وكون
اليهود على بينة إنما هو بالنسبة لانتظارهم رسولا مبشرا به في كتابهم وإن كانوا في كفرهم
بعيسى - عليه السلام - ليسوا على بينة . فالمراد على بينة خاصة يدل عليها سياق الكلام السابق من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ، ويعينها اللاحق من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أولئك يؤمنون به ) أي بالقرآن .
و ) من ( في قوله : ( من ربه ) ابتدائية ابتداء مجازيا . ومعنى كونها من ربه أنها من وحي الله ووصايته التي أشار إليها قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) . وذكر كتاب
موسى وأنه من قبله يشير إلى أن البينة المذكورة هنا من الإنجيل ، ويقوي أن المراد بـ ( من كان على بينة من ربه )
النصارى .
وفعل يتلوه مضارع التلو وهو الاتباع وليس من التلاوة ، أي يتبعه . والاتباع مستعار للتأييد والاقتداء فإن الشاهد بالحق يحضر وراء المشهود له . وضمير الغائب المنصوب في قوله : يتلوه عائد إلى من كان على بينة من ربه
[ ص: 28 ] والمراد بـ شاهد منه شاهد من ربه ، أي شاهد من الله وهو القرآن لأنه لإعجازه المعاندين عن الإتيان بعشر سور مثله كان حجة على أنه آت من جانب الله .
ومن ابتدائية . وضمير منه عائد إلى ربه . ويجوز أن يعود إلى شاهد . أي شاهد على صدقه كائن في ذاته وهو إعجازه إياهم عن الإتيان بمثله .
ومن قبله حال من كتاب
موسى . وكتاب
موسى عطف على شاهد منه والمراد تلوه في الاستدلال بطريق الارتقاء فإن
النصارى يهتدون بالإنجيل ثم يستظهرون على ما في الإنجيل بالتوراة لأنها أصله وفيها بيانه ، ولذلك لما عطف كتاب
موسى على شاهد الذي هو معمول يتلوه قيد كتاب
موسى بأنه من قبله ، أي ويتلوه شاهد منه . ويتلوه كتاب
موسى حالة كونه من قبل الشاهد أي سابقا عليه في النزول . وإذا كان المراد بـ من كان على بينة من ربه
النصارى خاصة كان لذكر كتاب
موسى إيماء إلى أن كتاب
موسى - عليه السلام - شاهد على صدق
محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر أهل ذلك الكتاب وهم
اليهود لأنهم لم يكونوا على بينة من ربهم كاملة من جهة عدم تصديقهم
بعيسى - عليه السلام .
وإماما ورحمة حالان ثناء على التوراة بما فيها من تفصيل الشريعة فهو إمام يهتدى به ورحمة للناس يعملون بأحكامها فيرحمهم الله في الدنيا بإقامة العدل وفي الآخرة بجزاء الاستقامة إذ الإمام ما يؤتم به ويعمل على مثاله .
والإشارة بـ أولئك إلى من كان على بينة من ربه ، أي أولئك الذين كانوا على بينة من ربهم يؤمنون بالقرآن وليسوا مثلكم يا معشر المشركين ، وذلك في معنى قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين
وإقحام أولئك هنا يشبه إقحام ضمير الفصل ، وفيه تنبيه على أن ما بعده من الخبر مسبب على ما قبل اسم الإشارة من الأوصاف وهي كونهم على بينة من ربهم معضدة بشواهد من الإنجيل والتوراة .
[ ص: 29 ] وجملة أولئك يؤمنون به خبر من كان على بينة من ربه
وضمير به عائد إلى القرآن المعلوم من المقام أو من تقدم ضميره في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أم يقولون افتراه
وبه ينتظم الكلام مع قوله : أم يقولون افتراه إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فاعلموا أنما أنزل بعلم الله أي يؤمنون بكون القرآن من عند الله .
والباء للتعدية لا للسببية ، فتعدية فعل يؤمنون إلى ضمير القرآن من باب إضافة الحكم إلى الأعيان وإرادة أوصافها مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حرمت عليكم أمهاتكم ، أي يؤمنون بما وصف به القرآن من أنه من عند الله .
وحاصل معنى الآية وارتباطها بما قبلها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فهل أنتم مسلمون فإن الذين يؤمنون به هم الذين كانوا على بينة من ربهم مؤيدة بشاهد من ربهم ومعضودة بكتاب
موسى - عليه السلام - من قبل بينتهم .
وقريب من معنى الآية قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم فاستقام تفسير الآية تمام الاستقامة ، وأنت لا يعوزك تركيب الوجوه التي تأول بها المفسرون مما يخالف ما ذكرناه كلا أو بعضا فبصرك فيها حديد ، وبيدك لفتح مغالقها مقاليد .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17ومن يكفر به من الأحزاب عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أفمن كان على بينة من ربه لأنه لما حرض
أهل مكة على الإسلام بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فهل أنتم مسلمون ، وأراهم القدوة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أولئك يؤمنون به ، عاد فحذر من الكفر بالقرآن فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17ومن يكفر به من الأحزاب ، وأعرض عما تبين له من بينة ربه وشواهد رسله فالنار موعده .
والأحزاب : هم جماعات الأمم الذين يجمعهم أمر يجتمعون عليه ، فالمشركون حزب ،
واليهود حزب ،
والنصارى حزب ، قال - تعالى :
[ ص: 30 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=12كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=13وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب
والباء في يكفر به كالباء في يؤمنون به
والموعد : ظرف للوعد من مكان أو زمان . وأطلق هنا على المصير الصائر إليه لأن شأن المكان المعين لعمل أن يعين به بوعد سابق .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28982_30589_31992_30539أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ
أُغْلِقَتْ مَعَانِي هَذِهِ الْآيَةِ لِكَثْرَةِ الِاحْتِمَالَاتِ الَّتِي تَعْتَوِرُهَا مِنْ جِهَةِ مَعَادِ الضَّمَائِرِ وَاسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَمِنْ جِهَةِ إِجْمَالِ الْمُرَادِ مِنَ الْمَوْصُولِ ، وَمَوْقِعِ الِاسْتِفْهَامِ ،
[ ص: 26 ] وَمَوْقِعِ فَاءِ التَّفْرِيعِ . وَقَدْ حَكَى
ابْنُ عَطِيَّةَ وُجُوهًا كَثِيرَةً فِي تَفْسِيرِهِ بِمَا لَمْ يُلَخِّصْهُ أَحَدٌ مِثْلُهُ وَتَبِعَهُ
الْقُرْطُبِيُّ فِي حِكَايَةِ بَعْضِهَا . وَالِاخْتِلَافُ فِي مَاصَدَقَ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ . وَفِي الْمُرَادِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) ، وَفِي الْمَعْنِيِّ بِـ يَتْلُوهُ . وَفِي الْمُرَادِ مِنْ ( شَاهِدٌ ) . وَفِي مَعَادِ الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ فِي قَوْلِهِ : يَتْلُوهُ . وَفِي مَعْنَى مِنْ مِنْ قَوْلِهِ : مِنْهُ ، وَفِي مَعَادِ الضَّمِير الْمَجْرُورِ بِـ مِنْ . وَفِي مَوْقِعِ قَوْلِهِ : مِنْ قَبْلِهِ مِنْ قَوْلِهِ : كِتَابُ
مُوسَى . وَفِي مَرْجِعِ اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ . وَفِي مَعَادِ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ بِالْبَاءِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ إلَخْ فَهَذِهِ مَفَاتِيحُ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ .
وَالَّذِي تَخَلَّصَ لِي مِنْ ذَلِكَ وَمِمَّا فَتَحَ اللَّهُ بِهِ مِمَّا هُوَ أَوْضَحُ وَجْهًا وَأَقْرَبُ بِالْمَعْنَى الْمَقْصُودِ شَبَهًا : أَنَّ الْفَاءَ لِلتَّفْرِيعِ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَأَنَّ مَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ لِتَقْرِيرِ تَوَغُّلِهِمْ فِي الْمُكَابَرَةِ وَابْتِعَادِهِمْ عَنِ الْإِيمَانِ ، وَهَذَا التَّفْرِيعُ تَفْرِيعُ الضِّدِ عَلَى ضِدِّهِ فِي إِثْبَاتِ ضِدِّ حُكْمِهِ لَهُ ، أَيْ إِنْ كَانَ حَالُ أُولَئِكَ الْمُكَذِّبِينَ كَمَا وُصِفَ فَثَمَّ قَوْمٌ هُمْ بِعَكْسِ حَالِهِمْ قَدْ نَفَعَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَالشَّوَاهِدُ ، فَهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآنِ وَهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَذَلِكَ مُقْتَضَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، أَيْ كَمَا أَسْلَمَ مَنْ كَانُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ مِنْكُمْ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .
وَالْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ ، أَيْ إِنْ كَفَرَ بِهِ هَؤُلَاءِ أَفَيُؤْمِنُ بِهِ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، وَهَذَا عَلَى نَحْوِ نَظْمِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ أَيْ أَنْتَ تُنْقِذُ مِنَ النَّارِ الَّذِي حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ .
وَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ لَا يُرَادُ بِهَا شَخْصٌ مُعَيَّنٌ . فَكَلِمَةُ ( مَنْ ) هُنَا تَكُونُ كَالْمُعَرَّفِ بِلَامِ الْعَهْدِ الذِّهْنِيِّ صَادِقَةً عَلَى مَنْ تَحَقَّقَتْ لَهُ الصِّلَةُ ، أَعْنِي أَنَّهُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ . وَبِدُونِ ذَلِكَ لَا تَسْتَقِيمُ الْإِشَارَةُ . وَإِفْرَادُ ضَمَائِرِ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ مُرَاعَاةً لِلَّفْظِ مَنِ الْمَوْصُولَةِ وَذَلِكَ أَحَدُ اسْتِعْمَالَيْنِ . وَالْجَمْعُ فِي قَوْلِهِ : أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ مُرَاعَاةً لِمَعْنَى مَنِ الْمَوْصُولَةِ وَذَلِكَ اسْتِعْمَالٌ آخَرُ . وَالتَّقْدِيرُ :
[ ص: 27 ] أَفَمَنْ كَانُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ . وَنَظِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=14أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فِي سُورَةِ الْقِتَالِ .
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا النَّصَارَى فَقَطْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُنْتَشِرِينَ فِي الْعَرَبِ وَيَعْرِفُ
أَهْلُ مَكَّةَ كَثِيرًا مِنْهُمْ ، وَهُمُ الَّذِينَ عَرَفُوا أَحَقِّيَّةَ الْإِسْلَامِ مِثْلُ
وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ nindex.php?page=showalam&ids=202وَدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ
النَّصَارَى وَالْيَهُودُ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ مِمَّنْ آمَنُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ فَدَلُّوا عَلَى تَمَكُّنِهِمْ مِنْ مَعْرِفَةِ الْبَيِّنَةِ لِصِحَّةِ أَفْهَامِهِمْ وَلِوُضُوحِ دَلَالَةِ الْبَيِّنَةِ ، فَأَصْحَابُهَا مُؤْمِنُونَ بِهَا .
وَالْمُرَادُ بِالْبَيِّنَةِ حُجَّةُ مَجِيءِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُبَشَّرِ بِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ . فَكَوْنُ
النَّصَارَى عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ مَجِيءِ الْإِسْلَامِ ظَاهِرٌ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُكَذِّبُوا رَسُولًا صَادِقًا . وَكَوْنُ
الْيَهُودِ عَلَى بَيِّنَةٍ إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ لِانْتِظَارِهِمْ رَسُولًا مُبَشَّرًا بِهِ فِي كِتَابِهِمْ وَإِنْ كَانُوا فِي كُفْرِهِمْ
بِعِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَيْسُوا عَلَى بَيِّنَةٍ . فَالْمُرَادُ عَلَى بَيِّنَةٍ خَاصَّةٍ يَدُلُّ عَلَيْهَا سِيَاقُ الْكَلَامِ السَّابِقِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ، وَيُعَيِّنُهَا اللَّاحِقُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) أَيْ بِالْقُرْآنِ .
وَ ) مِنْ ( فِي قَوْلِهِ : ( مِنْ رَبِّهِ ) ابْتِدَائِيَّةٌ ابْتِدَاءً مَجَازِيًّا . وَمَعْنَى كَوْنِهَا مِنْ رَبِّهِ أَنَّهَا مِنْ وَحْيِ اللَّهِ وَوِصَايَتِهِ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) . وَذَكَرَ كِتَابَ
مُوسَى وَأَنَّهُ مِنْ قَبْلِهِ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْبَيِّنَةَ الْمَذْكُورَةَ هُنَا مِنَ الْإِنْجِيلِ ، وَيُقَوِّي أَنَّ الْمُرَادَ بِـ ( مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ )
النَّصَارَى .
وَفِعْلُ يَتْلُوهُ مُضَارِعُ التَّلْوِ وَهُوَ الِاتِّبَاعُ وَلَيْسَ مِنَ التِّلَاوَةِ ، أَيْ يَتْبَعُهُ . وَالِاتِّبَاعُ مُسْتَعَارٌ لِلتَّأْيِيدِ وَالِاقْتِدَاءِ فَإِنَّ الشَّاهِدَ بِالْحَقِّ يَحْضُرُ وَرَاءَ الْمَشْهُودِ لَهُ . وَضَمِيرُ الْغَائِبِ الْمَنْصُوبُ فِي قَوْلِهِ : يَتْلُوهُ عَائِدٌ إِلَى مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ
[ ص: 28 ] وَالْمُرَادُ بِـ شَاهِدٌ مِنْهُ شَاهِدٌ مِنْ رَبِّهِ ، أَيْ شَاهِدٌ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ لِأَنَّهُ لِإِعْجَازِهِ الْمُعَانِدِينَ عَنِ الْإِتْيَانِ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ كَانَ حُجَّةً عَلَى أَنَّهُ آتٍ مِنْ جَانِبِ اللَّهِ .
وَمِنِ ابْتِدَائِيَّةٌ . وَضَمِيرُ مِنْهُ عَائِدٌ إِلَى رَبِّهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ إِلَى شَاهِدٌ . أَيْ شَاهِدٌ عَلَى صِدْقِهِ كَائِنٌ فِي ذَاتِهِ وَهُوَ إِعْجَازُهُ إِيَّاهُمْ عَنِ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ .
وَمِنْ قَبْلِهِ حَالٌ مِنْ كِتَابِ
مُوسَى . وَكِتَابُ
مُوسَى عَطْفٌ عَلَى شَاهِدٌ مِنْهُ وَالْمُرَادُ تَلْوُهُ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِطَرِيقِ الِارْتِقَاءِ فَإِنَّ
النَّصَارَى يَهْتَدُونَ بِالْإِنْجِيلِ ثُمَّ يَسْتَظْهِرُونَ عَلَى مَا فِي الْإِنْجِيلِ بِالتَّوْرَاةِ لِأَنَّهَا أَصْلُهُ وَفِيهَا بَيَانُهُ ، وَلِذَلِكَ لَمَّا عُطِفَ كِتَابُ
مُوسَى عَلَى شَاهِدٌ الَّذِي هُوَ مَعْمُولُ يَتْلُوهُ قُيِّدَ كِتَابُ
مُوسَى بِأَنَّهُ مِنْ قَبْلِهِ ، أَيْ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ . وَيَتْلُوهُ كِتَابُ
مُوسَى حَالَةَ كَوْنِهِ مِنْ قِبَلِ الشَّاهِدِ أَيْ سَابِقًا عَلَيْهِ فِي النُّزُولِ . وَإِذَا كَانَ الْمُرَادُ بِـ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ
النَّصَارَى خَاصَّةً كَانَ لِذِكْرِ كِتَابِ
مُوسَى إِيمَاءً إِلَى أَنَّ كِتَابَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - شَاهِدٌ عَلَى صِدْقِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَذْكُرْ أَهْلَ ذَلِكَ الْكِتَابِ وَهُمُ
الْيَهُودُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ كَامِلَةٍ مِنْ جِهَةِ عَدَمِ تَصْدِيقِهِمْ
بِعِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ .
وَإِمَامًا وَرَحْمَةً حَالَانِ ثَنَاءٌ عَلَى التَّوْرَاةِ بِمَا فِيهَا مِنْ تَفْصِيلِ الشَّرِيعَةِ فَهُوَ إِمَامٌ يُهْتَدَى بِهِ وَرَحْمَةٌ لِلنَّاسِ يَعْمَلُونَ بِأَحْكَامِهَا فَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا بِإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَفِي الْآخِرَةِ بِجَزَاءِ الِاسْتِقَامَةِ إِذِ الْإِمَامُ مَا يُؤْتَمُّ بِهِ وَيُعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ .
وَالْإِشَارَةُ بِـ أُولَئِكَ إِلَى مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، أَيْ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآنِ وَلَيْسُوا مِثْلَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُشْرِكِينَ ، وَذَلِكَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=89فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ
وَإِقْحَامُ أُولَئِكَ هُنَا يُشْبِهُ إِقْحَامَ ضَمِيرِ الْفَصْلِ ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْخَبَرِ مُسَبَّبٌ عَلَى مَا قَبْلَ اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنَ الْأَوْصَافِ وَهِيَ كَوْنُهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُعَضَّدَةٍ بِشَوَاهِدَ مِنَ الْإِنْجِيلِ وَالتَّوْرَاةِ .
[ ص: 29 ] وَجُمْلَةُ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ خَبَرُ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ
وَضَمِيرُ بِهِ عَائِدٌ إِلَى الْقُرْآنِ الْمَعْلُومِ مِنَ الْمَقَامِ أَوْ مِنْ تَقَدُّمِ ضَمِيرِهِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ
وَبِهِ يَنْتَظِمُ الْكَلَامُ مَعَ قَوْلِهِ : أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ أَيْ يُؤْمِنُونَ بِكَوْنِ الْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .
وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ لَا لِلسَّبَبِيَّةِ ، فَتَعْدِيَةُ فِعْلِ يُؤْمِنُونَ إِلَى ضَمِيرِ الْقُرْآنِ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْحُكْمِ إِلَى الْأَعْيَانِ وَإِرَادَةِ أَوْصَافِهَا مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ، أَيْ يُؤْمِنُونَ بِمَا وُصِفَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .
وَحَاصِلُ مَعْنَى الْآيَةِ وَارْتِبَاطِهَا بِمَا قَبْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ فَإِنَّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُؤَيَّدَةٍ بِشَاهِدٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَعْضُودَةٍ بِكِتَابِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ قَبْلِ بَيِّنَتِهِمْ .
وَقَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى الْآيَةِ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ فَاسْتَقَامَ تَفْسِيرُ الْآيَةِ تَمَامُ الِاسْتِقَامَةِ ، وَأَنْتَ لَا يَعُوزُكَ تَرْكِيبُ الْوُجُوهِ الَّتِي تَأَوَّلَ بِهَا الْمُفَسِّرُونَ مِمَّا يُخَالِفُ مَا ذَكَرْنَاهُ كُلًّا أَوْ بَعْضًا فَبَصَرُكَ فِيهَا حَدِيدٌ ، وَبِيَدِكَ لِفَتْحِ مَغَالِقِهَا مَقَالِيدٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ لِأَنَّهُ لَمَّا حَرَّضَ
أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى الْإِسْلَامِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَأَرَاهُمُ الْقُدْوَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ، عَادَ فَحَذَّرَ مِنَ الْكُفْرِ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=17وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ ، وَأَعْرَضَ عَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ مِنْ بَيِّنَةِ رَبِّهِ وَشَوَاهِدِ رُسُلِهِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ .
وَالْأَحْزَابُ : هُمْ جَمَاعَاتُ الْأُمَمِ الَّذِينَ يَجْمَعُهُمْ أَمْرٌ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ ، فَالْمُشْرِكُونَ حِزْبٌ ،
وَالْيَهُودُ حِزْبٌ ،
وَالنَّصَارَى حِزْبٌ ، قَالَ - تَعَالَى :
[ ص: 30 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=12كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=13وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ
وَالْبَاءُ فِي يَكْفُرُ بِهِ كَالْبَاءِ فِي يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَالْمَوْعِدُ : ظَرْفٌ لِلْوَعْدِ مِنْ مَكَانٍ أَوْ زَمَانٍ . وَأُطْلِقَ هُنَا عَلَى الْمَصِيرِ الصَّائِرِ إِلَيْهِ لِأَنَّ شَأْنَ الْمَكَانِ الْمُعَيَّنِ لِعَمَلٍ أَنْ يُعَيَّنَ بِهِ بِوَعْدٍ سَابِقٍ .