[ ص: 123 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28982_33955_31850فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إن إبراهيم لحليم أواه منيب nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جا أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود
التعريف في الروع وفي البشرى تعريف العهد الذكري ، وهما المذكوران آنفا ، فالروع : مرادف الخيفة .
وقوله : ( يجادلنا ) هو جواب لما صيغ بصيغة المضارع لاستحضار الحالة العجيبة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك . والمجادلة : المحاورة . وقد تقدمت في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم في سورة النساء .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74في قوم لوط على تقدير مضاف ، أي في عقاب قوم
لوط . وهذا من تعليق الحكم باسم الذات ، والمراد حال من أحوالها يعينه المقام ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة أي أكلها .
والمجادلة هنا : دعاء ومناجاة سأل بها
إبراهيم - عليه السلام - ربه العفو عن قوم
لوط خشية إهلاك المؤمنين منهم .
وقد تكون المجادلة مع الملائكة . وعديت إلى ضمير الجلالة لأن المقصود من جدال الملائكة التعرض إلى أمر الله بصرف العذاب عن قوم
لوط .
nindex.php?page=treesubj&link=31850والحليم الموصوف بالحلم وهو صفة تقتضي الصفح واحتمال الأذى .
والأواه أصله الذي يكثر التأوه ، وهو قول : أوه . وأوه : اسم فعل نائب مناب أتوجع ، وهو هنا كناية عن شدة اهتمامه بهموم الناس .
[ ص: 124 ] والمنيب من أناب إذا رجع ، وهو مشتق من النوب وهو النزول . والمراد التوبة من التقصير ، أي محاسب نفسه على ما يحذر منه .
وحقيقة الإنابة : الرجوع إلى الشيء بعد مفارقته وتركه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76يا إبراهيم أعرض عن هذا مقول محذوف دل عليه المقام وهو من بديع الإيجاز ، وهو وحي من الله إلى
إبراهيم - عليه السلام - ، أو جواب الملائكة
إبراهيم - عليه السلام - . فإذا كان من كلام الله فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76أمر ربك إظهار في مقام الإضمار لإدخال الروع في ضمير السامع .
و أمر الله قضاؤه ، أي أمر تكوينه .
[ ص: 123 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28982_33955_31850فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَا أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ
التَّعْرِيفُ فِي الرَّوْعِ وَفِي الْبُشْرَى تَعْرِيفُ الْعَهْدِ الذِّكْرِيِّ ، وَهُمَا الْمَذْكُورَانِ آنِفًا ، فَالرَّوْعُ : مُرَادِفُ الْخِيفَةِ .
وَقَوْلُهُ : ( يُجَادِلُنَا ) هُوَ جَوَابٌ لِمَا صِيغَ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ لِاسْتِحْضَارِ الْحَالَةِ الْعَجِيبَةِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ . وَالْمُجَادَلَةُ : الْمُحَاوَرَةُ . وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فِي قَوْمِ لُوطٍ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ ، أَيْ فِي عِقَابِ قَوْمِ
لُوطٍ . وَهَذَا مِنْ تَعْلِيقِ الْحُكْمِ بِاسْمِ الذَّاتِ ، وَالْمُرَادُ حَالٌ مِنْ أَحْوَالِهَا يُعَيِّنُهُ الْمَقَامُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ أَيْ أَكْلُهَا .
وَالْمُجَادَلَةُ هُنَا : دُعَاءٌ وَمُنَاجَاةٌ سَأَلَ بِهَا
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - رَبَّهُ الْعَفْوَ عَنْ قَوْمِ
لُوطٍ خَشْيَةَ إِهْلَاكِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ .
وَقَدْ تَكُونُ الْمُجَادَلَةُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ . وَعُدِّيَتْ إِلَى ضَمِيرِ الْجَلَالَةِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ جِدَالِ الْمَلَائِكَةِ التَّعَرُّضُ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ بِصَرْفِ الْعَذَابِ عَنْ قَوْمِ
لُوطٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=31850وَالْحَلِيمُ الْمَوْصُوفُ بِالْحِلْمِ وَهُوَ صِفَةٌ تَقْتَضِي الصَّفْحَ وَاحْتِمَالَ الْأَذَى .
وَالْأَوَّاهُ أَصْلُهُ الَّذِي يُكْثِرُ التَّأَوُّهَ ، وَهُوَ قَوْلُ : أَوِّهِ . وَأَوِّهِ : اسْمُ فِعْلٍ نَائِبٍ مَنَابَ أَتَوَجَّعُ ، وَهُوَ هُنَا كِنَايَةٌ عَنْ شِدَّةِ اهْتِمَامِهِ بِهُمُومِ النَّاسِ .
[ ص: 124 ] وَالْمُنِيبُ مَنْ أَنَابَ إِذَا رَجَعَ ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّوْبِ وَهُوَ النُّزُولُ . وَالْمُرَادُ التَّوْبَةُ مِنَ التَّقْصِيرِ ، أَيْ مُحَاسِبٌ نَفْسَهُ عَلَى مَا يَحْذَرُ مِنْهُ .
وَحَقِيقَةُ الْإِنَابَةِ : الرُّجُوعُ إِلَى الشَّيْءِ بَعْدَ مُفَارَقَتِهِ وَتَرْكِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا مَقُولُ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْمَقَامُ وَهُوَ مِنْ بَدِيعِ الْإِيجَازِ ، وَهُوَ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، أَوْ جَوَابُ الْمَلَائِكَةِ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - . فَإِذَا كَانَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=76أَمْرُ رَبِّكَ إِظْهَارٌ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِإِدْخَالِ الرَّوْعِ فِي ضَمِيرِ السَّامِعِ .
وَ أَمْرُ اللَّهِ قَضَاؤُهُ ، أَيْ أَمْرُ تَكْوِينِهِ .