nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28986_27209لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=89وقل إني أنا النذير المبين استئناف بياني لما يثيره المقصود من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=85وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، ومن تساؤل يجيش في النفس عن الإملاء للمكذبين في النعمة والترف مع ما رمقوا به من الغضب والوعيد فكانت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88لا تمدن عينيك بيانا لما يختلج في نفس السامع من ذلك ، ولكونها بهذه المثابة فصلت عن التي قبلها فصل البيان عن المبين .
ولولا أن الجملة التي وقعت قبلها كانت بمنزلة التمهيد لها والإجمال لمضمونها لعطفت هذه الجملة ; لأنها تكون حينئذ مجرد نهي لا اتصال له بما قبله ، كما عطفت نظيرتها في قوله تعالى في سورة طه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=130فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا [ ص: 82 ] به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ، فلما فصلت الجملة هنا فهم أن الجملة التي قبلها مقصودة التمهيد بهذه الجملة ، ولو عطفت هذه لما فهم هذا المعنى البديع من النظم .
والمد : أصله الزيادة ، وأطلق على بسط الجسم وتطويله ; يقال : مد يده إلى كذا ، ومد رجله في الأرض ، ثم استعير للزيادة من شيء ، ومنه مدد الجيش ، ومد البحر ، والمد في العمر ، وتلك إطلاقات شائعة صارت حقيقة . واستعير المد هنا إلى التحديق بالنظر والطموح به تشبيها له بمد اليد للمتناول ; لأن المنهي عنه نظر الإعجاب مما هم فيه من حسن الحال في رفاهية عيشهم مع كفرهم ، أي فإن ما أوتيته أعظم من ذلك فلو كانوا بمحل العناية لاتبعوا ما آتيناك ، ولكنهم رضوا بالمتاع العاجل فليسوا ممن يعجب حالهم .
والأزواج هنا يحتمل أن يكون على معناه المشهور ، أي الكفار ونسائهم ، ووجه تخصيصهم بالذكر أن حالتهم أتم أحوال التمتع ; لاستكمالها جميع اللذات والأنس ، ويحتمل أن يراد به المجاز عن الأصناف ، وهو استعمال أثبته الراغب ، فوجه ذكره في الآية أن التمتع الذي تمتد إلى مثله العين ليس ثابتا لجميع الكفار بل هو شأن كبرائهم ، أي فإن فيهم من هم في حال خصاصة ، فاعتبر بهم كيف جمع لهم الكفر وشظف العيش ؟ .
والنهي عن الحزن شامل لكل حال من أحوالهم من شأنها أن تحزن الرسول - عليه الصلاة والسلام - وتؤسفه ، فمن ذلك كفرهم كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ، ومنه حلول العذاب بهم مثل ما حل بهم يوم
بدر فإنهم سادة
أهل مكة ، فلعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتحسر على إصرارهم حتى حل بهم ما حل من العذاب ، ففي هذا النهي كناية عن قلة الاكتراث بهم وعن توعدهم بأن سيحل بهم ما يثير الحزن لهم ، وكناية عن رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالناس .
[ ص: 83 ] ولما كان هذا النهي يتضمن شدة قلب وغلظة لا جرم اعترضه بالأمر بالرفق للمؤمنين بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88واخفض جناحك للمؤمنين ، وهو اعتراض مراد منه الاحتراس ، وهذا كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء على الكفار رحماء بينهم .
وخفض الجناح تمثيل للرفق والتواضع بحال الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع خفض جناحه يريد الدنو ، وكذلك يصنع إذا لاعب أنثاه فهو راكن إلى المسالمة والرفق ، أو الذي يتهيأ لحضن فراخه ، وفي ضمن هذه التمثيلية استعارة مكنية ، والجناح تخييل ، وقد بسطناه في سورة الإسراء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=24واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقد شاعت هذه التمثيلية حتى صارت كالمثل في التواضع واللين في المعاملة ، وضد ذلك رفع الجناح تمثيلا للجفاء والشدة .
ومن شعر العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري يخاطب من كان متواضعا فظهر منه تكبر ذكره في سورة الشعراء :
وأنت الشهير بخفض الجناح فلا تك في رفـعة أجـدلا
وفي هذه الآية تمهيد لما يجيء بعدها من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=89وقل إني أنا النذير المبين عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88ولا تحزن عليهم ، فالمقول لهم هذا القول هم المتحدث عنهم بالضمائر السابقة في قوله تعالى ( منهم ) وقوله ( عليهم ) ، فالتقدير : وقل لهم ; لأن هذا القول مراد منه المتاركة ، أي ما علي إلا إنذاركم ، والقرينة هي ذكر النذارة دون المباشرة ; لأن النذارة تناسب المكذبين إذ النذارة هي الإعلام بحدث فيه ضر .
والنذير : فعيل بمعنى مفعل مثل الحكيم بمعنى المحكم ، وضرب وجيع أي موجع .
والقصر المستفاد من ضمير الفصل ومن تعريف الجزأين قصر قلب ، أي كما تحسبون أنكم تغيظونني بعدم إيمانكم فإني نذير مبين غير متقايض معكم لتحصيل إيمانكم .
[ ص: 84 ] والمبين : الموضح المصرح .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28986_27209لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=89وَقُلْ إِنِّيَ أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِمَا يُثِيرُهُ الْمَقْصُودُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=85وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَمِنْ تَسَاؤُلٍ يَجِيشُ فِي النَّفْسِ عَنِ الْإِمْلَاءِ لِلْمُكَذِّبِينَ فِي النِّعْمَةِ وَالتَّرَفِ مَعَ مَا رُمِقُوا بِهِ مِنَ الْغَضَبِ وَالْوَعِيدِ فَكَانَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ بَيَانًا لِمَا يَخْتَلِجُ فِي نَفْسِ السَّامِعِ مِنْ ذَلِكَ ، وَلِكَوْنِهَا بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ فُصِلَتْ عَنِ الَّتِي قَبْلَهَا فَصْلَ الْبَيَانِ عَنِ الْمُبَيَّنِ .
وَلَوْلَا أَنَّ الْجُمْلَةَ الَّتِي وَقَعَتْ قَبْلَهَا كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ التَّمْهِيدِ لَهَا وَالْإِجْمَالِ لِمَضْمُونِهَا لَعُطِفَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ ; لِأَنَّهَا تَكُونُ حِينَئِذٍ مُجَرَّدَ نَهْيٍ لَا اتِّصَالَ لَهُ بِمَا قَبْلَهُ ، كَمَا عُطِفَتْ نَظِيرَتُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ طه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=130فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا [ ص: 82 ] بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، فَلَمَّا فُصِلَتِ الْجُمْلَةُ هُنَا فُهِمْ أَنَّ الْجُمْلَةَ الَّتِي قَبْلَهَا مَقْصُودَةُ التَّمْهِيدِ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ ، وَلَوْ عُطِفَتْ هَذِهِ لَمَا فُهِمَ هَذَا الْمَعْنَى الْبَدِيعُ مِنَ النَّظْمِ .
وَالْمَدُّ : أَصْلُهُ الزِّيَادَةُ ، وَأُطْلِقَ عَلَى بَسْطِ الْجِسْمِ وَتَطْوِيلِهِ ; يُقَالُ : مَدَّ يَدَهُ إِلَى كَذَا ، وَمَدَّ رِجْلَهُ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلزِّيَادَةِ مِنْ شَيْءٍ ، وَمِنْهُ مَدَدُ الْجَيْشِ ، وَمَدُّ الْبَحْرِ ، وَالْمَدُّ فِي الْعُمُرِ ، وَتِلْكَ إِطْلَاقَاتٌ شَائِعَةٌ صَارَتْ حَقِيقَةً . وَاسْتُعِيرَ الْمَدُّ هُنَا إِلَى التَّحْدِيقِ بِالنَّظَرِ وَالطُّمُوحِ بِهِ تَشْبِيهًا لَهُ بِمَدِّ الْيَدِ لِلْمُتَنَاوِلِ ; لِأَنَّ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ نَظَرُ الْإِعْجَابِ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنْ حُسْنِ الْحَالِ فِي رَفَاهِيَةِ عَيْشِهِمْ مَعَ كُفْرِهِمْ ، أَيْ فَإِنَّ مَا أُوتِيتَهُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَلَوْ كَانُوا بِمَحَلِّ الْعِنَايَةَ لَاتَّبَعُوا مَا آتَيْنَاكَ ، وَلَكِنَّهُمْ رَضُوا بِالْمَتَاعِ الْعَاجِلِ فَلَيْسُوا مِمَّنْ يُعْجِبُ حَالَهُمْ .
وَالْأَزْوَاجُ هُنَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَعْنَاهُ الْمَشْهُورِ ، أَيِ الْكُفَّارُ وَنِسَائُهُمْ ، وَوَجْهُ تَخْصِيصِهِمْ بِالذِّكْرِ أَنَّ حَالَتَهُمْ أَتَمُّ أَحْوَالِ التَّمَتُّعِ ; لِاسْتِكْمَالِهَا جَمِيعَ اللَّذَّاتِ وَالْأُنْسِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَجَازُ عَنِ الْأَصْنَافِ ، وَهُوَ اسْتِعْمَالٌ أَثْبَتَهُ الرَّاغِبُ ، فَوَجْهُ ذِكْرِهِ فِي الْآيَةِ أَنَّ التَّمَتُّعَ الَّذِي تَمْتَدُّ إِلَى مِثْلِهِ الْعَيْنُ لَيْسَ ثَابِتًا لِجَمِيعِ الْكُفَّارِ بَلْ هُوَ شَأْنُ كُبَرَائِهِمْ ، أَيْ فَإِنَّ فِيهِمْ مَنْ هُمْ فِي حَالِ خَصَاصَةٍ ، فَاعْتَبِرْ بِهِمْ كَيْفَ جُمِعَ لَهُمُ الْكُفْرُ وَشَظَفُ الْعَيْشِ ؟ .
وَالنَّهْيُ عَنِ الْحُزْنِ شَامِلٌ لِكُلِّ حَالٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُحْزِنَ الرَّسُولَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَتُؤْسِفُهُ ، فَمِنْ ذَلِكَ كُفْرُهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ، وَمِنْهُ حُلُولُ الْعَذَابِ بِهِمْ مِثْلُ مَا حَلَّ بِهِمْ يَوْمَ
بَدْرٍ فَإِنَّهُمْ سَادَةُ
أَهْلِ مَكَّةَ ، فَلَعَلَّ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَحَسَّرَ عَلَى إِصْرَارِهِمْ حَتَّى حَلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ مِنَ الْعَذَابِ ، فَفِي هَذَا النَّهْيِ كِنَايَةٌ عَنْ قِلَّةِ الِاكْتِرَاثِ بِهِمْ وَعَنْ تَوَعُّدِهِمْ بِأَنْ سَيَحِلُّ بِهِمْ مَا يُثِيرُ الْحُزْنَ لَهُمْ ، وَكِنَايَةٌ عَنْ رَحْمَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّاسِ .
[ ص: 83 ] وَلَمَّا كَانَ هَذَا النَّهْيُ يَتَضَمَّنُ شِدَّةَ قَلْبٍ وَغِلْظَةً لَا جَرَمَ اعْتَرَضَهُ بِالْأَمْرِ بِالرِّفْقِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ اعْتِرَاضٌ مُرَادٌ مِنْهُ الِاحْتِرَاسُ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ .
وَخَفْضُ الْجَنَاحِ تَمْثِيلٌ لِلرِّفْقِ وَالتَّوَاضُعِ بِحَالِ الطَّائِرِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْحَطَّ لِلْوُقُوعِ خَفَضَ جَنَاحَهُ يُرِيدُ الدُّنُوَّ ، وَكَذَلِكَ يَصْنَعُ إِذَا لَاعَبَ أُنْثَاهُ فَهُوَ رَاكِنٌ إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَالرِّفْقِ ، أَوِ الَّذِي يَتَهَيَّأُ لِحَضْنِ فِرَاخِهِ ، وَفِي ضِمْنِ هَذِهِ التَّمْثِيلِيَّةِ اسْتِعَارَةٌ مَكْنِيَّةٌ ، وَالْجَنَاحُ تَخْيِيلٌ ، وَقَدْ بَسَطْنَاهُ فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=24وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقَدْ شَاعَتْ هَذِهِ التَّمْثِيلِيَّةُ حَتَّى صَارَتْ كَالْمَثَلِ فِي التَّوَاضُعِ وَاللِّينِ فِي الْمُعَامَلَةِ ، وَضِدُّ ذَلِكَ رَفْعُ الْجَنَاحِ تَمْثِيلًا لِلْجَفَاءِ وَالشِّدَّةِ .
وَمِنْ شِعْرِ الْعَلَّامَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ يُخَاطِبُ مَنْ كَانَ مُتَوَاضِعًا فَظَهَرَ مِنْهُ تَكَبُّرٌ ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ :
وَأَنْتَ الشَّهِيرُ بِخَفْضِ الْجَنَاحِ فَلَا تَكُ فِي رِفْـعَةٍ أَجْـدَلَا
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَمْهِيدٌ لِمَا يَجِيءُ بَعْدَهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=89وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، فَالْمَقُولُ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ هُمُ الْمُتَحَدَّثُ عَنْهُمْ بِالضَّمَائِرِ السَّابِقَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( مِنْهُمْ ) وَقَوْلِهِ ( عَلَيْهِمْ ) ، فَالتَّقْدِيرُ : وَقُلْ لَهُمْ ; لِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مُرَادٌ مِنْهُ الْمُتَارَكَةُ ، أَيْ مَا عَلَيَّ إِلَّا إِنْذَارُكُمْ ، وَالْقَرِينَةُ هِيَ ذِكْرُ النِّذَارَةِ دُونَ الْمُبَاشَرَةِ ; لِأَنَّ النِّذَارَةَ تُنَاسِبُ الْمُكَذِّبِينَ إِذِ النِّذَارَةُ هِيَ الْإِعْلَامُ بِحَدَثٍ فِيهِ ضُرٌّ .
وَالنَّذِيرُ : فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ مِثْلُ الْحَكِيمِ بِمَعْنَى الْمُحْكِمِ ، وَضَرْبٌ وَجِيعٌ أَيْ مُوجِعٌ .
وَالْقَصْرُ الْمُسْتَفَادُ مِنْ ضَمِيرِ الْفَصْلِ وَمِنْ تَعْرِيفِ الْجُزْأَيْنِ قَصْرُ قَلْبٍ ، أَيْ كَمَا تَحْسَبُونَ أَنَّكُمْ تَغِيظُونَنِي بِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ فَإِنِّي نَذِيرٌ مُبِينٌ غَيْرُ مُتَقَايِضٍ مَعَكُمْ لِتَحْصِيلِ إِيمَانِكُمْ .
[ ص: 84 ] وَالْمُبِينُ : الْمُوَضِّحُ الْمُصَرِّحُ .