[ ص: 137 ] قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين   جملة ابتدائية حكت قول أفاضل الخلائق حين يسمعون قول الله تعالى على لسان ملائكة العذاب : أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم    . 
وجيء بجملة قال الذين أوتوا العلم  غير معطوفة ; لأنها واقعة موقع الجواب لقوله أين شركائي للتنبيه على أن الذين أوتوا العلم ابتدروا الجواب - لما وجم المشركون - فلم يحيروا جوابا ، فأجاب الذين أوتوا العلم جوابا جامعا لنفي أن يكون الشركاء المزعومون مغنين عن الذين أشركوا شيئا ، وأن الخزي والسوء أحاطا بالكافرين . 
والتعبير بالمضي لتحقيق وقوع القول . 
والذين أوتوا العلم هم الذين آتاهم الله علم الحقائق من الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - والمؤمنون ، كقوله تعالى وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث  ، أي يقولون في ذلك الموقف من جراء ما يشاهدوا من مهيأ العذاب للكافرين كلاما يدل على حصر الخزي والضر يوم القيامة في الكون على الكافرين ، وهو قصر ادعائي المعرف بلام الجنس على حد النهاية في جنسه حتى كأن غيره من جنسه ليس من ذلك الجنس . 
وتأكيد الجملة بحرف التوكيد ، وبصيغة القصر والإتيان بحرف الاستعلاء الدال على تمكن الخزي والسوء منهم يفيد معنى التعجب من هول ما أعد لهم . 
				
						
						
