وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون عطف على جملة ( ثم لا يؤذن للذين كفروا ) . و ( إذا ) شرطية ظرفية .
وجملة ( فلا يخفف ) جواب ( إذا ) وقرن بالفاء لتأكيد معنى الشرطية والجوابية لدفع احتمال الاستئناف .
[ ص: 246 ] وصاحب الكشاف جعل ( إذا ) ظرفا مجردا عن معنى الشرطية منصوبا بفعل محذوف لقصد التهويل يقتضي تقديره عدم وجود متعلق للظرف فيقدر له متعلق بما يناسب ، كما قدر في قوله تعالى ويوم نبعث ، والتقدير : إذا رأى الذين ظلموا العذاب ثقل عليهم وبغتهم ، وعلى هذا فالفاء في قوله فلا يخفف فصيحة ، وليست رابطة للجواب .
و ( الذين ظلموا ) هم الذين كفروا ، فالتعبير به من الإظهار في مقام الإضمار ; لقصد إجراء الصفات المتلبسين بها عليهم ، والمعنى : فلا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ، ثم يساقون إلى العذاب فإذا رأوه لا يخفف عنهم ، أي يسألون تخفيفه ، أو تأخير الإقحام فيه فلا يستجاب لهم شيء من ذلك ، وأطلق العذاب على آلاته ومكانه .
وجاء المسند إليه مخبرا عنه بالجملة الفعلية ; لأن الإخبار بالجملة الفعلية عن الاسم يفيد تقوي الحكم ، فأريد تقوي حكم النفي ، أي أن عدم تخفيف العذاب عنهم محقق الوقوع لا طماعية في إخلافه ، فحصل تأكيد هذه الجملة كما حصل تأكيد الجملة التي قبلها بالفاء ، أي فهم يلقون بسرعة في العذاب .