ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة عدل عن مخاطبة الأمة بضمائر جمع المخاطبين ، وضمائر المخاطب غير المعين إلى خطاب النبيء صلى الله عليه وسلم ردا إلى ما سبق في أول هذه الآيات من قوله وقضى ربك إلخ ، وهو تذييل معترض بين جمل النهي ، والإشارة إلى جميع ما ذكر من الأوامر والنواهي صراحة من قوله وقضى ربك .
[ ص: 106 ] وفي هذا التذييل تنبيه على أن ما اشتملت عليه الآيات السبع عشرة هو من الحكمة ; تحريضا على اتباع ما فيها ، وأنه خير كثير ، وفيه امتنان على النبيء صلى الله عليه وسلم بأن الله أوحى إليه ، فذلك وجه قوله مما أوحى إليك تنبيها على أن مثل ذلك لا يصل إليه الأميون لولا الوحي من الله ، وأنه علمه ما لم يكن يعلم وأمره أن يعلمه الناس .
والحكمة : معرفة الحقائق على ما هي عليه دون غلط ولا اشتباه ، وتطلق على الكلام الدال عليها ، وتقدم في قوله تعالى ( يوتي الحكمة من يشاء ) .