[ ص: 140 ] ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته
والإشارة ب أولئك الذين يدعون إلى النبيين ; لزيادة تمييزهم .
والمعنى : أولئك الذين إن دعوا يستجب لهم ويكشف عنهم الضر ، وليسوا كالذين تدعونهم فلا يملكون كشف الضر عنكم بأنفسهم ، ولا بشفاعتهم عند الله كما رأيتم من أنهم لم يغنوا عنكم من الضر كشفا ولا صرفا .
وجملة يبتغون حال من ضمير يدعون أو بيان لجملة يدعون .
والوسيلة : المرتبة العالية القريبة من عظيم كالملك .
و أيهم أقرب يجوز أن يكون بدلا من ضمير يبتغون بدل بعض ، وتكون ( أي ) موصولة الذي هو أقرب من رضى الله يبتغي زيادة الوسيلة إليه ، أي يزداد عملا للازدياد من رضى الله عنه ، واصطفائه .
ويجوز أن يكون بدلا من جملة يبتغون إلى ربهم الوسيلة ، ( أي ) استفهامية ، أي يبتغون معرفة جواب : أيهم أقرب عند الله .
وأقرب : اسم تفضيل ، ومتعلقه محذوف دل عليه السياق ، والتقدير : أيهم أقرب إلى ربهم .
وذكر خوف بعد رجاء الرحمة للإشارة إلى أنهم في موقف الأدب مع ربهم ، فلا يزيدهم القرب من رضاه إلا إجلالا له وخوفا من غضبه ، وهو تعريض بالمشركين الذين ركبوا رءوسهم ، وتوغلوا في الغرور ، فزعموا أن شركاءهم شفعاؤهم عند الله .
[ ص: 141 ] وجملة إن عذاب ربك كان محذورا تذييل ، ومعنى كان محذورا أن حقيقته تقتضي حذر الموفقين إذ هو جدير بذلك .