nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144nindex.php?page=treesubj&link=28973_32423_32431وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون
اعتراض بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فول وجهك شطر المسجد الحرام وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149ومن حيث خرجت فول وجهك الآية .
[ ص: 34 ] والأظهر أن المراد بـ الذين أوتوا الكتاب أحبار
اليهود وأحبار
النصارى كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي كما يشعر به التعبير عنهم بصلة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أوتوا الكتاب دون أن يقال : وإن أهل الكتاب .
ومعنى كونهم يعلمون أنه الحق أن علمهم بصدق
محمد صلى الله عليه وسلم حسب البشارة به في كتبهم يتضمن أن ما جاء به حق .
والأظهر أيضا أن المراد بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144الذين أوتوا الكتاب هم الذين لم يزالوا على الكفر ليظهر موضع قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم فإن الإخبار عنهم بأنهم يعلمون أنه الحق مع تأكيده بمؤكدين ، يقتضي أن ظاهر حالهم إذ أنكروا استقبال
الكعبة أنهم أنكروه لاعتقادهم بطلانه وأن المسلمين يظنونهم معتقدين ذلك ، وليظهر موقع قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وما الله بغافل عما يعملون الذي هو تهديد بالوعيد .
وقد دل التعريف في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أنه الحق على القصر ; أي يعلمون أن الاستقبال للكعبة هو الحق دون غيره تبعا للعلم بنسخ شريعتهم بشريعة الإسلام ، وقيل إنهم كانوا يجدون في كتبهم أن قبلتهم ستبطل ولعل هذا مأخوذ من إنذارات أنبيائهم ، مثل :
أرميا وأشعيا المنادية بخراب
بيت المقدس فإن استقباله يصير استقبال الشيء المعدوم .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وما الله بغافل عما يعملون قرأه الجمهور بياء الغيبة والضمير " للذين أوتوا الكتاب " أي عن عملهم بغير ما علموا فالمراد : بما يعملون هذا العمل ونحوه من المكابرة والعناد والسفه . وهذا الخبر كناية عن الوعيد بجزائهم عن سوء صنعهم ، لأن قول القادر : ما أنا بغافل عن المجرم ، حقيق لعقابه إذ لا يحول بين القادر وبين الجزاء إلا عدم العلم فلذلك كان وعيدا لهم ووعيدهم يستلزم في المقام الخطابي وعدا للمسلمين لدلالته على عظيم منزلتهم فإن الوعيد إنما ترتب على مخالفتهم للمؤمنين فلا جرم أن سيلزم جزاء للمؤمنين على امتثال تغيير القبلة ، ولأن الذي لا يغفل عن عمل أولئك لا يغفل عن عمل هؤلاء فيجازي كلا بما يستحق .
وقرأه
ابن عامر وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو جعفر وروح عن
يعقوب بتاء الخطاب فهو كناية عن وعد المسلمين على الامتثال لاستقبال
الكعبة .
[ ص: 35 ] ويستلزم وعيدا للكافرين على عكس ما تقتضيه القراءة السابقة; وعلى القراءتين فهو تذييل إجمالي ليأخذ كل حظه منه وهو اعتراض بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وإن الذين أوتوا وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب الآية .
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144ليعلمون وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144عما يعملون الجناس التام المحرف على قراءة الجمهور والجناس الناقص المضارع على قراءة
ابن عامر ومن وافقه .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144nindex.php?page=treesubj&link=28973_32423_32431وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
اعْتِرَاضٌ بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=149وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ الْآيَةَ .
[ ص: 34 ] وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِـ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ أَحْبَارُ
الْيَهُودِ وَأَحْبَارُ
النَّصَارَى كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ كَمَا يُشْعِرُ بِهِ التَّعْبِيرُ عَنْهُمْ بِصِلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أُوتُوا الْكِتَابَ دُونَ أَنْ يُقَالَ : وَإِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ .
وَمَعْنَى كَوْنِهِمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ أَنَّ عِلْمَهُمْ بِصِدْقِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَبَ الْبِشَارَةِ بِهِ فِي كُتُبِهِمْ يَتَضَمَّنُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ .
وَالْأَظْهَرُ أَيْضًا أَنَّ الْمُرَادَ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَزَالُوا عَلَى الْكُفْرِ لِيَظْهَرَ مَوْضِعُ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ فَإِنَّ الْإِخْبَارَ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مَعَ تَأْكِيدِهِ بِمُؤَكِّدَيْنِ ، يَقْتَضِي أَنَّ ظَاهِرَ حَالِهِمْ إِذْ أَنْكَرُوا اسْتِقْبَالَ
الْكَعْبَةِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوهُ لِاعْتِقَادِهِمْ بُطْلَانَهُ وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ يَظُنُّونَهُمْ مُعْتَقِدِينَ ذَلِكَ ، وَلِيَظْهَرَ مَوْقِعُ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ الَّذِي هُوَ تَهْدِيدٌ بِالْوَعِيدِ .
وَقَدْ دَلَّ التَّعْرِيفُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144أَنَّهُ الْحَقُّ عَلَى الْقَصْرِ ; أَيْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الِاسْتِقْبَالَ لِلْكَعْبَةِ هُوَ الْحَقُّ دُونَ غَيْرِهِ تَبَعًا لِلْعِلْمِ بِنَسْخِ شَرِيعَتِهِمْ بِشَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ ، وَقِيلَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَجِدُونَ فِي كُتُبِهِمْ أَنَّ قِبْلَتَهُمْ سَتَبْطُلُ وَلَعَلَّ هَذَا مَأْخُوذٌ مِنْ إِنْذَارَاتِ أَنْبِيَائِهِمْ ، مِثْلِ :
أَرْمِيَا وَأَشْعِيَا الْمُنَادِيَةِ بِخَرَابِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهُ يَصِيرُ اسْتِقْبَالَ الشَّيْءِ الْمَعْدُومِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ وَالضَّمِيرُ " لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكُتَّابَ " أَيْ عَنْ عَمَلِهِمْ بِغَيْرِ مَا عَلِمُوا فَالْمُرَادُ : بِمَا يَعْمَلُونَ هَذَا الْعَمَلَ وَنَحْوَهُ مِنَ الْمُكَابَرَةِ وَالْعِنَادِ وَالسَّفَهِ . وَهَذَا الْخَبَرُ كِنَايَةٌ عَنِ الْوَعِيدِ بِجَزَائِهِمْ عَنْ سُوءِ صُنْعِهِمْ ، لِأَنَّ قَوْلَ الْقَادِرِ : مَا أَنَا بِغَافِلٍ عَنِ الْمُجْرِمِ ، حَقِيقٌ لِعِقَابِهِ إِذْ لَا يَحُولُ بَيْنَ الْقَادِرِ وَبَيْنَ الْجَزَاءِ إِلَّا عَدَمُ الْعِلْمِ فَلِذَلِكَ كَانَ وَعِيدًا لَهُمْ وَوَعِيدُهُمْ يَسْتَلْزِمُ فِي الْمَقَامِ الْخِطَابِيِّ وَعْدًا لِلْمُسْلِمِينَ لِدَلَالَتِهِ عَلَى عَظِيمِ مَنْزِلَتَهُمْ فَإِنَّ الْوَعِيدَ إِنَّمَا تَرَتَّبَ عَلَى مُخَالَفَتِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ فَلَا جَرَمَ أَنْ سَيَلْزَمُ جَزَاءٌ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى امْتِثَالِ تَغْيِيرِ الْقِبْلَةِ ، وَلِأَنَّ الَّذِي لَا يَغْفُلُ عَنْ عَمَلِ أُولَئِكَ لَا يَغْفُلُ عَنْ عَمَلِ هَؤُلَاءِ فَيُجَازِي كُلًّا بِمَا يَسْتَحِقُّ .
وَقَرَأَهُ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِتَاءِ الْخِطَابِ فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ وَعْدِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الِامْتِثَالِ لِاسْتِقْبَالِ
الْكَعْبَةِ .
[ ص: 35 ] وَيَسْتَلْزِمُ وَعِيدًا لِلْكَافِرِينَ عَلَى عَكْسِ مَا تَقْتَضِيهِ الْقِرَاءَةُ السَّابِقَةُ; وَعَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فَهُوَ تَذْيِيلٌ إِجْمَالِيٌّ لِيَأْخُذَ كُلٌّ حَظَّهُ مِنْهُ وَهُوَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا وَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ الْآيَةَ .
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144لَيَعْلَمُونَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144عَمَّا يَعْمَلُونَ الْجِنَاسُ التَّامُّ الْمُحَرَّفُ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَالْجِنَاسُ النَّاقِصُ الْمُضَارِعُ عَلَى قِرَاءَةِ
ابْنِ عَامِرٍ وَمَنْ وَافَقَهُ .