هذه الجمل معترضة بين حكاية قصة السحرة وبين ذكر قصة خروج بني إسرائيل ، ساقها الله موعظة وتأييدا لمقالة المؤمنين من قوم فرعون . وقيل : هي من كلام أولئك المؤمنين . ويبعده أنه لم يحك نظيره عنهم في نظائر هذه القصة .
والمجرم : فاعل الجريمة ، وهي المعصية والفعل الخبيث . ، كقوله تعالى ( والمجرم في اصطلاح القرآن هو الكافر إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) .
واللام في ( له جهنم ) لام الاستحقاق ، أي هو صائر إليها لا محالة ، ويكون عذابه متجددا فيها ؛ فلا هو ميت لأنه يحس بالعذاب ولا هو حي لأنه في حالة الموت أهون منها ، فالحياة المنفية حياة خاصة وهي الحياة الخالصة من العذاب والآلام . وبذلك لم يتناقض نفيها مع نفي الموت ، وهو كقول عباس بن مرداس :
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ فلم أعط شيئا ولم أمنع
وليس هذا من قبيل قوله ( إنها بقرة لا فارض ولا بكر ) ولا قوله ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) .
[ ص: 269 ] وأما خلود غير الكافرين في النار من أهل الكبائر فإن قوله ( لا يموت فيها ولا يحيا ) جعلها غير مشمولة لهذه الآية . ولها أدلة أخرى اقتضت خلود الكافر . ونازعنا فيها المعتزلة والخوارج . وليس هذا موضع ذكرها وقد ذكرناها في مواضعها من هذا التفسير . وعدم خلود المؤمن العاصي
والإتيان باسم الإشارة في قوله ( فأولئك لهم الدرجات ) للتنبيه على أنهم أحرياء بما يذكر بعد اسم الإشارة من أجل ما سبق اسم الإشارة .
وتقدم معنى ( عدن ) وتفسير ( تجري من تحتها الأنهار ) في قوله تعالى ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ) في سورة براءة .
والتزكي : التطهر من المعاصي .