فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك   
قصة خلق آدم  وسجود الملائكة له وإباء الشيطان من السجود  تقدمت في سورة البقرة وسورة الأعراف ، فلنقتصر على بيان ما اختصت به هاته السورة من الأفانين والتراكيب . 
فقوله : " إن هذا " إشارة إلى الشيطان إشارة مرادا منها التحقير ، كما حكى الله في سورة الأنبياء من قول المشركين : أهذا الذي يذكر آلهتكم  ، وفي سورة الأعراف إن الشيطان لكم عدو  عبر عنه باسمه ، وقوله : عدو لك ولزوجك  هو كقوله : في الأعراف : وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين  ، فذكرت عداوته لهما جملة هنالك   [ ص: 321 ] وذكرت تفصيلا هنا ، فابتدئ في ذكر متعلق عداوته بآدم  ؛ لأن آدم  هو منشأ عداوة الشيطان لحسده ، ثم أتبع بذكر زوجه ؛ لأن عداوته إياها تبع لعداوته آدم  زوجها ، وكانت عداوته متعلقة بكليهما لاتحاد علة العداوة ، وهي حسده إياهما على ما وهبهما الله من علم الأسماء الذي هو عنوان الفكر الموصل إلى الهدى وعنوان التعبير عن الضمير الموصل للإرشاد ، وكل ذلك مما يبطل عمل الشيطان ويشق عليه في استهوائهما واستهواء ذريتهما ؛ ولأن الشيطان رأى نفسه أجدر بالتفضيل على آدم  ، فحنق لما أمر بالسجود لآدم    . 
				
						
						
