nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28993_30539هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يصهر به ما في بطونهم والجلود nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21ولهم مقامع من حديد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق
مقتضى سياق السورة واتصال آي السورة وتتابعها في النزول أن تكون هذه الآيات متصلة النزول بالآيات التي قبلها ، فيكون موقع
[ ص: 228 ] جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان موقع الاستئناف البياني ، لأن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير حق عليه العذاب يثير سؤال من يسأل عن بعض تفصيل
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30437صفة العذاب الذي حق على كثير من الناس الذين لم يسجدوا لله تعالى ، فجاءت هذه الجملة لتفصيل ذلك . فهي استئناف بياني . فاسم الإشارة المثنى مشير إلى ما يفيده قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب من انقسام المذكورين إلى فريقين أهل توحيد وأهل شرك كما يقتضيه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب من كون أولئك فريقين : فريق يسجد لله تعالى ، وفريق يسجد لغيره . فالإشارة إلى ما يستفاد من الكلام بتنزيله منزلة ما يشاهده بالعين ، ومثلها كثير في الكلام .
والاختصام : افتعال من الخصومة . وهي الجدل والاختلاف بالقول يقال : خاصمه واختصما ، وهو من الأفعال المقتضية جانبين فلذلك لم يسمع منه فعل مجرد إلا إذا أريد منه معنى الغلب في الخصومة لأنه بذلك يصير فاعله واحدا . وتقدم قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105ولا تكن للخائنين خصيما في سورة النساء . واختصام فريقي المؤمنين وغيرهم معلوم عند السامعين قد ملأ الفضاء جلبته ، فالإخبار عن الفريقين بأنهما خصمان مسوق لغير إفادة الخبر بل تمهيدا للتفصيل في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار . فالمراد من هذه الآية ما يعم جميع المؤمنين وجميع مخالفيهم في الدين . ووقع في الصحيحين عن
أبي ذر : أنه كان يقسم أن هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في
حمزة وصاحبيه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وعتبة بن الحارث الذين بارزوا يوم
بدر شيبة بن ربيعة .
وعتبة بن ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة .
[ ص: 229 ] وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : إنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال قيس بن عبادة : وفيهم نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان اختصموا في ربهم . قال : هم الذين بارزوا يوم
بدر :
علي ، وحمزة ، وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة . وليس في كلام علي أن الآية نزلت في يوم
بدر ولكن ذلك مدرج من كلام
قيس بن عبادة ، وعليه فهذه الآية مدنية فتكون ( هذان ) إشارة إلى فريقين حاضرين في أذهان المخاطبين فنزل حضور قصتهما العجيبة في الأذهان منزلة المشاهدة حتى أعيد عليها اسم الإشارة الموضوع للمشاهد ، وهو استعمال في كلام البلغاء . ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس : خرجت لأنصر هذا الرجل يريد
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قصة
صفين . والأظهر أن
أبا ذر عني بنزول الآية في هؤلاء أن أولئك النفر الستة هم أبرز مثال وأشهر فرد في هذا العموم . فعبر بالنزول وهو يريد أنهم ممن يقصد من معنى الآية . ومثل هذا كثير في كلام المتقدمين . والاختصام على الوجه الأول حقيقي وعلى الوجه الثاني أطلق الاختصام على المبارزة مجازا مرسلا لأن الاختصام في الدين هو سبب تلك المبارزة .
واسم الخصم يطلق على الواحد وعلى الجماعة إذا اتحدت خصومتهم كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=21وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب فلمراعاة تثنية اللفظ أتي باسم الإشارة الموضوع للمثنى ولمراعاة العدد أتي بضمير الجماعة في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19اختصموا في ربهم . ومعنى ( في ربهم ) في شأنه وصفاته ، فالكلام على حذف مضاف ظاهر . وقرأ الجمهور ( هذان ) بتخفيف النون ، وقرأ
ابن كثير بتشديد النون وهما لغتان .
[ ص: 230 ] والتقطيع : مبالغة القطع ، وهو فصل بعض أجزاء شيء عن بقيته . والمراد : قطع شقة الثوب . وذلك أن الذي يريد اتخاذ قميص أو نحوه يقطع من شقة الثوب ما يكفي كما يريده . فصيغت صيغة الشدة في القطع للإشارة إلى السرعة في إعداد ذلك لهم فيجعل لهم ثياب من نار . والثياب من النار ثياب محرقة للجلود وذلك من شئون الآخرة .
والحميم : الماء الشديد الحرارة .
والإصهار : الإذابة بالنار أو بحرارة الشمس ، يقال : أصهره وصهره . وما في بطونهم : أمعاؤهم ، أي هو شديد في النفاذ إلى باطنهم .
والمقامع : جمع مقمعة بكسر الميم بصيغة اسم آلة القمع . والقمع : الكف عن شيء بعنف . والمقمعة : السوط ، أي يضربون بسياط من حديد . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها أنهم لشدة ما يغمهم ، أي يمنعهم من التنفس ، يحاولون الخروج فيعادون فيها فيحصل لهم ألم الخيبة ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب الحريق .
والحريق : النار الضخمة المنتشرة . وهذا القول إهانة لهم فإنهم قد علموا أنهم يذوقونه .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28993_30539هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=21وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
مُقْتَضَى سِيَاقِ السُّورَةِ وَاتِّصَالِ آيِ السُّورَةِ وَتَتَابُعِهَا فِي النُّزُولِ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآيَاتُ مُتَّصِلَةَ النُّزُولِ بِالْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَهَا ، فَيَكُونُ مَوْقِعُ
[ ص: 228 ] جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ مَوْقِعَ الِاسْتِئْنَافِ الْبَيَانِيِّ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ يُثِيرُ سُؤَالَ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ بَعْضِ تَفْصِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30437صِفَةِ الْعَذَابِ الَّذِي حَقَّ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلَّهِ تَعَالَى ، فَجَاءَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ لِتَفْصِيلِ ذَلِكَ . فَهِيَ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ . فَاسْمُ الْإِشَارَةِ الْمُثَنَّى مُشِيرٌ إِلَى مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ مِنِ انْقِسَامِ الْمَذْكُورِينَ إِلَى فَرِيقَيْنِ أَهْلِ تَوْحِيدٍ وَأَهْلِ شِرْكٍ كَمَا يَقْتَضِيهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ مِنْ كَوْنِ أُولَئِكَ فَرِيقَيْنِ : فَرِيقٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَفَرِيقٍ يَسْجُدُ لِغَيْرِهِ . فَالْإِشَارَةُ إِلَى مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الْكَلَامِ بِتَنْزِيلِهِ مَنْزِلَةَ مَا يُشَاهِدُهُ بِالْعَيْنِ ، وَمِثْلُهَا كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ .
وَالِاخْتِصَامُ : افْتِعَالٌ مِنَ الْخُصُومَةِ . وَهِيَ الْجَدَلُ وَالِاخْتِلَافُ بِالْقَوْلِ يُقَالُ : خَاصَمَهُ وَاخْتَصَمَا ، وَهُوَ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمُقْتَضِيَةِ جَانِبَيْنِ فَلِذَلِكَ لَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ فِعْلٌ مُجَرَّدٌ إِلَّا إِذَا أُرِيدَ مِنْهُ مَعْنَى الْغَلَبِ فِي الْخُصُومَةِ لِأَنَّهُ بِذَلِكَ يَصِيرُ فَاعِلُهُ وَاحِدًا . وَتَقَدَّمَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ . وَاخْتِصَامُ فَرِيقَيِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ مَعْلُومٌ عِنْدَ السَّامِعِينَ قَدْ مَلَأَ الْفَضَاءَ جَلَبَتُهُ ، فَالْإِخْبَارُ عَنِ الْفَرِيقَيْنِ بِأَنَّهُمَا خَصْمَانِ مَسُوقٌ لِغَيْرِ إِفَادَةِ الْخَبَرِ بَلْ تَمْهِيدًا لِلتَّفْصِيلِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ . فَالْمُرَادُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةَ مَا يَعُمُّ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَجَمِيعَ مُخَالِفِيهِمْ فِي الدِّينِ . وَوَقَعَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ : أَنَّهُ كَانَ يُقْسِمُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نَزَلَتْ فِي
حَمْزَةَ وَصَاحِبَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُتْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ
بَدْرٍ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ .
وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ .
[ ص: 229 ] وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : إِنَّا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادَةَ : وَفِيهِمْ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . قَالَ : هُمُ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ
بَدْرٍ :
عَلِيٌّ ، وَحَمْزَةُ ، وَعُبَيْدَةُ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ . وَلَيْسَ فِي كَلَامِ عَلِيٍّ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي يَوْمِ
بَدْرٍ وَلَكِنَّ ذَلِكَ مُدْرَجٌ مِنْ كَلَامِ
قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَعَلَيْهِ فَهَذِهِ الْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ فَتَكُونُ ( هَذَانِ ) إِشَارَةً إِلَى فَرِيقَيْنِ حَاضِرَيْنِ فِي أَذْهَانِ الْمُخَاطَبِينَ فَنُزِّلَ حُضُورُ قِصَّتِهِمَا الْعَجِيبَةِ فِي الْأَذْهَانِ مَنْزِلَةَ الْمُشَاهَدَةِ حَتَّى أُعِيدَ عَلَيْهَا اسْمُ الْإِشَارَةِ الْمَوْضُوعِ لِلْمُشَاهَدِ ، وَهُوَ اسْتِعْمَالٌ فِي كَلَامِ الْبُلَغَاءِ . وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13669الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ : خَرَجْتُ لِأَنَصُرَ هَذَا الرَّجُلَ يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي قِصَّةِ
صِفِّينَ . وَالْأَظْهَرُ أَنَّ
أَبَا ذَرٍّ عُنِيَ بِنُزُولِ الْآيَةِ فِي هَؤُلَاءِ أَنَّ أُولَئِكَ النَّفَرَ السِّتَّةَ هُمْ أَبْرَزُ مِثَالٍ وَأَشْهَرُ فَرْدٍ فِي هَذَا الْعُمُومِ . فَعَبَّرَ بِالنُّزُولِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنَّهُمْ مِمَّنْ يُقْصَدُ مِنْ مَعْنَى الْآيَةِ . وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْمُتَقَدِّمِينَ . وَالِاخْتِصَامُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ حَقِيقِيٌّ وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي أُطْلِقَ الِاخْتِصَامُ عَلَى الْمُبَارَزَةِ مَجَازًا مُرْسَلًا لِأَنَّ الِاخْتِصَامَ فِي الدِّينِ هُوَ سَبَبُ تِلْكَ الْمُبَارَزَةِ .
وَاسْمُ الْخَصْمِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَعَلَى الْجَمَاعَةِ إِذَا اتَّحَدَتْ خُصُومَتُهُمْ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=21وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ فَلِمُرَاعَاةِ تَثْنِيَةِ اللَّفْظِ أُتِيَ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ الْمَوْضُوعِ لِلْمُثَنَّى وَلِمُرَاعَاةِ الْعَدَدِ أُتِيَ بِضَمِيرِ الْجَمَاعَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . وَمَعْنَى ( فِي رَبِّهِمْ ) فِي شَأْنِهِ وَصِفَاتِهِ ، فَالْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ظَاهِرٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( هَذَانِ ) بِتَخْفِيفِ النُّونِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَهُمَا لُغَتَانِ .
[ ص: 230 ] وَالتَّقْطِيعُ : مُبَالَغَةُ الْقَطْعِ ، وَهُوَ فَصْلُ بَعْضِ أَجْزَاءِ شَيْءٍ عَنْ بَقِيَّتِهِ . وَالْمُرَادُ : قَطْعُ شُقَّةِ الثَّوْبِ . وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يُرِيدُ اتِّخَاذَ قَمِيصٍ أَوْ نَحْوِهِ يَقْطَعُ مِنْ شُقَّةِ الثَّوْبِ مَا يَكْفِي كَمَا يُرِيدُهُ . فَصِيغَتْ صِيغَةَ الشَّدَّةِ فِي الْقَطْعِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى السُّرْعَةِ فِي إِعْدَادِ ذَلِكَ لَهُمْ فَيُجْعَلُ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ . وَالثِّيَابُ مِنَ النَّارِ ثِيَابٌ مُحَرِّقَةٌ لِلْجُلُودِ وَذَلِكَ مِنْ شُئُونِ الْآخِرَةِ .
وَالْحَمِيمُ : الْمَاءُ الشَّدِيدُ الْحَرَارَةِ .
وَالْإِصْهَارُ : الْإِذَابَةُ بِالنَّارِ أَوْ بِحَرَارَةِ الشَّمْسِ ، يُقَالُ : أَصْهَرَهُ وَصَهَرَهُ . وَمَا فِي بُطُونِهِمْ : أَمْعَاؤُهُمْ ، أَيْ هُوَ شَدِيدٌ فِي النَّفَاذِ إِلَى بَاطِنِهِمْ .
وَالْمَقَامِعُ : جَمْعُ مِقْمَعَةٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ بِصِيغَةِ اسْمِ آلَةِ الْقَمْعِ . وَالْقَمْعُ : الْكَفُّ عَنْ شَيْءٍ بِعُنْفٍ . وَالْمِقْمَعَةُ : السَّوْطُ ، أَيْ يُضْرَبُونَ بِسِيَاطٍ مِنْ حَدِيدٍ . وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=22كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا أَنَّهُمْ لِشِدَّةِ مَا يَغُمُّهُمْ ، أَيْ يَمْنَعُهُمْ مِنَ التَّنَفُّسِ ، يُحَاوِلُونَ الْخُرُوجَ فَيُعَادُونَ فِيهَا فَيَحْصُلُ لَهُمْ أَلَمُ الْخَيْبَةِ ، وَيُقَالُ لَهُمْ : ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ .
وَالْحَرِيقُ : النَّارُ الضَّخْمَةُ الْمُنْتَشِرَةُ . وَهَذَا الْقَوْلُ إِهَانَةٌ لَهُمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمْ يَذُوقُونَهُ .