[ ص: 256 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28993ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
( ذلك ) تكرير لنظيره السابق .
الشعائر : جمع شعيرة : المعلم الواضح مشتقة من الشعور . وشعائر الله : لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى : مشعرة بصيغة اسم الفاعل أي . معلمة بما عينه الله . فمضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32ومن يعظم شعائر الله إلخ أخص من مضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30ومن يعظم حرمات الله وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام ، أو بمعنى مشعر بها ، فتكون شعيرة فعيلة بمعنى مفعولة لأنها تجعل ليشعر بها الرائي . وتقدم ذكرها في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إن الصفا والمروة من شعائر الله في سورة البقرة . فكل ما أمر الله به بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله ، أي مما أشعر الله للناس وقرره وشهره ؛ وهي معالم الحج :
الكعبة ،
والصفا والمروة ،
وعرفة ،
والمشعر الحرام ، ونحوها من معالم الحج . وتطلق الشعيرة أيضا على بدنة الهدي قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=36والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لأنهم يجعلون فيها شعارا ، والشعار العلامة بأن يطعنوا في جلد جانبها الأيمن طعنا حتى يسيل منه الدم فتكون علامة على أنها نذرت للهدي . فهي فعيلة بمعنى مفعولة مصوغة من أشعر على غير قياس . فعلى التفسير الأول تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32ومن يعظم شعائر الله إلى آخرها عطفا على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30ومن يعظم حرمات الله إلخ . وشعائر الله أخص من حرمات الله فعطف هذه الجملة للعناية بالشعائر .
[ ص: 257 ] وعلى التفسير الثاني للشعائر تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32ومن يعظم شعائر الله عطفا على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام تخصيصا لها بالذكر بعد ذكر حرمات الله . وضمير ( فإنها ) عائد إلى شعائر الله المعظمة فيكون المعنى : فإن تعظيمها من تقوى القلوب . وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32فإنها من تقوى القلوب جواب الشرط والرابط بين الشرط وجوابه هو العموم في قوله ( القلوب ) فإن من جملة القلوب قلوب الذين يعظمون شعائر الله . فالتقدير : فقد حلت التقوى قلبه بتعظيم الشعائر لأنها من تقوى القلوب . أي لأن تعظيمها من تقوى القلوب . وإضافة ( تقوى ) إلى ( القلوب ) لأن تعظيم الشعائر اعتقاد قلبي ينشأ عنه العمل .
[ ص: 256 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28993ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ
( ذَلِكَ ) تَكْرِيرٌ لِنَظِيرِهِ السَّابِقِ .
الشَّعَائِرُ : جَمْعُ شَعِيرَةٍ : الْمَعْلَمُ الْوَاضِحُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الشُّعُورِ . وَشَعَائِرُ اللَّهِ : لَقَبٌ لِمَنَاسِكِ الْحَجِّ . جَمْعُ شَعِيرَةٍ بِمَعْنَى : مُشْعِرَةٍ بِصِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ أَيْ . مُعْلِمَةٍ بِمَا عَيَّنَهُ اللَّهُ . فَمَضْمُونُ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ إِلَخْ أَخَصُّ مِنْ مَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَذِكْرُ الْأَخَصِّ بَعْدَ الْأَعَمِّ لِلِاهْتِمَامِ ، أَوْ بِمَعْنًى مُشْعَرٍ بِهَا ، فَتَكُونُ شَعِيرَةٌ فَعِيلَةً بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ لِأَنَّهَا تُجْعَلُ لِيَشْعُرَ بِهَا الرَّائِي . وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . فَكُلُّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ بِزِيَارَتِهِ أَوْ بِفِعْلٍ يُوقَعُ فِيهِ فَهُوَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ، أَيْ مِمَّا أَشْعَرَ اللَّهُ لِلنَّاسِ وَقَرَّرَهُ وَشَهَرَهُ ؛ وَهِيَ مَعَالِمُ الْحَجِّ :
الْكَعْبَةُ ،
وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةُ ،
وَعَرَفَةُ ،
وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَنَحْوُهَا مِنْ مَعَالِمِ الْحَجِّ . وَتُطْلَقُ الشَّعِيرَةُ أَيْضًا عَلَى بَدَنَةِ الْهَدْيِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=36وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ فِيهَا شِعَارًا ، وَالشِّعَارُ الْعَلَّامَةُ بِأَنْ يَطْعَنُوا فِي جِلْدِ جَانِبِهَا الْأَيْمَنِ طَعْنًا حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ الدَّمُ فَتَكُونَ عَلَامَةً عَلَى أَنَّهَا نُذِرَتْ لِلْهَدْيِ . فَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مَصُوغَةٌ مِنْ أَشْعَرَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ . فَعَلَى التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ تَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ إِلَى آخِرِهَا عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَخْ . وَشَعَائِرُ اللَّهِ أَخَصُّ مِنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَعَطْفُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ لِلْعِنَايَةِ بِالشَّعَائِرِ .
[ ص: 257 ] وَعَلَى التَّفْسِيرِ الثَّانِي لِلشَّعَائِرِ تَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ تَخْصِيصًا لَهَا بِالذِّكْرِ بَعْدَ ذِكْرِ حُرُمَاتِ اللَّهِ . وَضَمِيرُ ( فَإِنَّهَا ) عَائِدٌ إِلَى شَعَائِرِ اللَّهِ الْمُعَظَّمَةِ فَيَكُونُ الْمَعْنَى : فَإِنَّ تَعْظِيمَهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ . وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=32فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ جَوَابُ الشَّرْطِ وَالرَّابِطُ بَيْنَ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ هُوَ الْعُمُومُ فِي قَوْلِهِ ( الْقُلُوبِ ) فَإِنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْقُلُوبِ قُلُوبَ الَّذِينَ يُعَظِّمُونَ شَعَائِرَ اللَّهِ . فَالتَّقْدِيرُ : فَقَدْ حَلَّتِ التَّقْوَى قَلْبَهُ بِتَعْظِيمِ الشَّعَائِرِ لِأَنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ . أَيْ لِأَنَّ تَعْظِيمَهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ . وَإِضَافَةُ ( تَقْوَى ) إِلَى ( الْقُلُوبِ ) لِأَنَّ تَعْظِيمَ الشَّعَائِرِ اعْتِقَادٌ قَلْبِيٌّ يَنْشَأُ عَنْهُ الْعَمَلُ .