[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم .
. سورة المؤمنين
ويقال : ( سورة المؤمنون ) .
فالأول على اعتبار إضافة السورة إلى المؤمنين لافتتاحها بالإخبار عنهم بأنهم أفلحوا . ووردت تسميتها بمثل هذا فيما رواه : عن النسائي قال : عبد الله بن السائب الكعبة فخلع نعليه فوضعهما عن يساره فافتتح سورة المؤمنين فلما جاء ذكر موسى أو عيسى أخذته سعلة فركع . حضرت رسول الله يوم الفتح فصلى في قبل
والثاني على حكاية لفظ ( المؤمنون ) الواقع أولها في قوله تعالى : قد أفلح المؤمنون فجعل ذلك اللفظ تعريفا للسورة .
وقد وردت تسمية هذه السورة ( سورة المؤمنين ) في السنة . روى أبو داود : عن قال : عبد الله بن السائب بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر موسى وعيسى أخذت النبيء سعلة فحذف فركع . صلى بنا رسول الله الصبح
ومما جرى على الألسنة أن يسموها سورة ( قد أفلح ) . ووقع ذلك في كتاب الجامع من العتبية في سماع ابن القاسم . قال ابن القاسم : أخرج لنا مالك مصحفا لجده فتحدثنا أنه كتبه على عهد وغاشيته من كسوة عثمان بن عفان الكعبة فوجدنا . . إلى أن قال . . وفي ( قد أفلح ) كلها الثلاث لله أي : خلافا لقراءة : ( سيقولون الله ) . ويسمونها أيضا ( سورة الفلاح ) .
وهي مكية بالاتفاق . ولا اعتداد بتوقف من توقف في ذلك بأن الآية التي ذكرت فيها الزكاة وهي قوله : والذين هم للزكاة فاعلون تعين أنها [ ص: 6 ] مدنية ; لأن الزكاة فرضت في المدينة . فالزكاة المذكورة فيها هي : الصدقة لا زكاة النصب المعينة في الأموال . وإطلاق الزكاة على الصدقة مشهور في القرآن . قال تعالى : وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهي من سورة مكية بالاتفاق ، وقال : واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ولم تكن زكاة النصب مشروعة في زمن إسماعيل .
وهي السورة السادسة والسبعون في عداد نزول سور القرآن نزلت بعد سورة ( الطور ) وقبل سورة تبارك الذي بيده الملك .
وآياتها مائة وسبع عشرة في عد الجمهور . وعدها أهل الكوفة مائة وثمان عشرة ، فالجمهور عدوا أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون آية ، وأهل الكوفة عدوا أولئك هم الوارثون آية وما بعدها آية أخرى ، كما يؤخذ من كلام في العارضة في الحديث الذي سنذكره عقب تفسير قوله تعالى : أبي بكر بن العربي أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .