ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون عطف على جملة حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون وما بينهما اعتراضات باستدلال عليهم وتنديم وقطع لمعاذيرهم ، أي : ليسوا بحيث لو استجاب الله جؤارهم عند نزول العذاب بهم وكشف عنهم العذاب لعادوا إلى ما كانوا فيه من الغمرة والأعمال السيئة ; لأنها صارت سجية لهم لا تتخلف عنهم . وهذا في معنى قوله تعالى : إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون .
و ( لو ) هنا داخلة على الفعل الماضي المراد منه : الاستقبال بقرينة المقام إذ المقام للإنذار والتأييس من الإغاثة عند نزول العذاب الموعود به ، وليس مقام اعتذار من الله عن عدم استجابته لهم أو عن إمساك رحمته عنهم لظهور أن ذلك لا يناسب مقام الوعيد والتهديد . وأما مجيء هذا الفعل بصيغة المضي فذلك مراعاة لما شاع في الكلام من مقارنة ( لو ) لصيغة الحاضر ; لأن أصلها أن تدل على الامتناع في الماضي ولذلك كان الأصل عدم جزم الفعل بعدها .
[ ص: 100 ] واللجاج بفتح اللام : الاستمرار على الخصام وعدم الإقلاع عن ذلك ، يقال : لج يلج ويلج بكسر اللام وفتحها في المضارع على اختلاف حركة العين في الماضي .
والطغيان : أشد الكبر . والعمه : التردد في الضلالة . ( وفي طغيانهم ) متعلق بـ ( يعمهون ) قدم عليه للاهتمام بذكره ، وللرعي على الفاصلة . و ( في ) للظرفية المجازية ، المراد منها معنى السببية . وتقدم قوله تعالى : ويمدهم في طغيانهم يعمهون في سورة البقرة .