وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون
[ ص: 105 ] هو على شاكلة قوله : وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار .
والذرء : البث . وتقدم في سورة الأنعام . وهذا امتنان بنعمة الإيجاد والحياة وتيسير التمكن من الأرض وإكثار النوع ; لأن الذرء يستلزم ذلك كله . وهذا استدلال آخر على انفراد الله تعالى بالإلهية إذ قد علموا أنه لا شريك له في الخلق فكيف يشركون معه في الإلهية أصنافا هم يعلمون أنها لا تخلق شيئا ، وهو أيضا استدلال على البعث ; لأن الذي أحيا الناس عن عدم قادر على إعادة إحيائهم بعد تقطع أوصالهم .
وقوبل الذرء بضده وهو الحشر والجمع ، فإن الحشر يجمع كل من كان على الأرض من البشر ، وفيه محسن الطباق .
والمقصود من هذه المقابلة الرد على منكري البعث ، فتقديم المجرور في إليه تحشرون تعريض بالتهديد بأنهم محشورون إلى الله فهو يجازيهم .