بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون   
إضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين ، أي : بل ليس الأمر كما خيل إليهم ، فالذي أتيناهم به الحق يعني القرآن . والباء للتعدية كما يقال : ذهب به . أي : أذهبه . وهذا كقوله آنفا : بل أتيناهم بذكرهم    . 
والعدول عن الخطاب من قوله : فأنى تسحرون  إلى الغيبة التفات ; لأنهم الموجه إليهم الكلام في هذه الجملة . والحق هنا : الصدق ، فلذلك قوبل بنسبتهم إلى الكذب فيما رموا به القرآن من قولهم : إن هذا إلا أساطير الأولين    . 
وفي مقابلة الحق بـ ( كاذبون ) محسن الطباق . 
 [ ص: 113 ] وتأكيد نسبتهم إلى الكذب بـ ( إن ) واللام لتحقيق الخبر . 
وقد سلكت في ترتيب هذه الأدلة طريقة الترقي ; فابتدئ بالسؤال عن مالك الأرض ومن فيها ; لأنها أقرب العوالم لإدراك المخاطبين ثم ارتقي إلى الاستدلال بربوبية السماوات والعرش ، ثم ارتقي إلى ما هو أعم وأشمل وهو تصرفه المطلق في الأشياء كلها ولذلك اجتلبت فيه أداة العموم وهي ( كل ) . 
				
						
						
