فمن تطوع خيرا فهو خير له
تفريع على قوله : وعلى الذين يطيقونه فدية إلخ ، والتطوع : السعي في أن يكون طائعا غير مكره ؛ أي : طاع طوعا من تلقاء نفسه . والخير مصدر خار إذا حسن وشرف وهو منصوب لتضمين تطوع معنى أتى ، أو يكون ( خيرا ) صفة لمصدر محذوف ؛ أي : تطوعا خيرا . ولا شك أن الخير هنا متطوع به فهو الزيادة من الأمر الذي الكلام بصدده ، وهو الإطعام لا محالة ، وذلك إطعام غير واجب فيحتمل أن يكون المراد : فمن زاد على إطعام [ ص: 168 ] مسكين واحد فهو خير ، وهذا قول ، أو أن يكون : من أراد الإطعام مع الصيام ، قاله ابن عباس ، وعن ابن شهاب مجاهد : من زاد في الإطعام على المد وهو بعيد ؛ إذ ليس المد مصرحا به في الآية ، وقد أطعم خبزا ولحما عن كل يوم أفطره حين شاخ . أنس بن مالك
و " خير " الثاني في قوله : ( فهو خير له ) يجوز أن يكون مصدرا كالأول ويكون المراد به خيرا آخر ؛ أي : خير الآخرة
ويجوز أن يكون " خير " الثاني تفضيلا ؛ أي : فالتطوع بالزيادة أفضل من تركها ، وحذف المفضل عليه لظهوره .