ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم
تذييل لما تقدم في هذه السورة كلها . وافتتاحه بحرف التنبيه إيذان بانتهاء الكلام وتنبيه للناس ليعوا ما يرد بعد حرف التنبيه ، وهو أن الله [ ص: 312 ] مالك ما في السماوات والأرض ، فهو يجازي عباده بما يستحقون وهو عالم بما يفعلون .
ومعنى ( ما أنتم عليه ) الأحوال الملابسين لها من خير وشر ، فحرف الاستعلاء مستعار للتمكن .
وذكرهم بالمعاد إذ كان المشركون والمنافقون منكرينه .
وقوله : فينبئهم بما عملوا كناية عن الجزاء ; لأن إعلامهم بأعمالهم لو لم يكن كناية عن الجزاء لما كانت له جدوى .
وقوله : والله بكل شيء عليم تذييل لجملة قد يعلم ما أنتم عليه ; لأنه أعم منه .
وفي هذه الآية لطيفة الاطلاع على أحوالهم ; لأنهم كانوا يسترون نفاقهم .