كذبت عاد المرسلين   إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون  إني لكم رسول أمين  فاتقوا الله وأطيعون  وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين    . 
جملة مستأنفة استئناف تعداد لأخبار التسلية للرسول وتكرير الموعظة للمكذبين بعد جملة كذبت قوم نوح المرسلين    . 
والقول في هذه الآيات كالقول في نظيرتها في أول قصة نوح  سواء ، سوى أن قوله تعالى : كذبت عاد المرسلين  يفيد أنهم كذبوا رسولهم هودا  وكذبوا رسالة نوح    ; لأن هودا وعظهم بمصير قوم نوح  في آية واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح  في سورة الأعراف . 
واقترن فعل ( كذبت ) بتاء التأنيث ; لأن اسم عاد علم على أمة فهو مئول بمعنى الأمة . 
والقول في ( ألا تتقون ) مثل القول في نظيره المتقدم في قصة قوم نوح    . وقوله : إني لكم رسول أمين  هو كقول نوح  لقومه ، فإن الرسول لا يبعث إلا وقد كان معروفا بالأمانة وحسن الخلق قبل الرسالة    . ويدل لكون هود  قد كان كذلك في قومه قول قومه له : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء  في سورة هود الدال على أنهم زعموا أن تغير حاله عما كان معروفا به من قبل بسبب سوء اعتقاده في آلهتهم . 
 [ ص: 165 ] وتفريع فاتقوا الله وأطيعون  عليه كما تقدم في قصة نوح    . وحذف ياء ( وأطيعون ) للفاصلة كحذفها في قصة نوح  وإبراهيم  آنفا . 
وتقدم ذكر عاد  وهود  عند قوله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا  في سورة الأعراف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					