ذكرى وما كنا ظالمين .
أي هذه ذكرى ، فذكرى في موضع رفع على الخبرية لمبتدأ محذوف دلت عليه قرينة السياق كقوله تعالى في سورة الأحقاف ( بلاغ ) أي : هذا بلاغ ، وفي سورة إبراهيم ( هذا بلاغ للناس ) ، وفي سورة ص ( هذا ذكر ) . والمعنى : هذه ذكرى لكم يا معشر قريش . وهذا المعنى هو أحسن الوجوه في موقع قوله ( ذكرى ) وهو قول أبي إسحاق الزجاج وإن اختلفا في تقدير المحذوف . قال والفراء قال بعض المفسرين : ليس في الشعراء وقف تام إلا قوله ( ابن الأنباري إلا لها منذرون ) .
وقد تردد في موقع قوله ( ذكرى ) بوجوه جعلها جميعا على اعتبار قوله : ( ذكرى ) تكملة للكلام السابق وهي غير خلية عن تكلف . والذكرى : اسم مصدر ذكر . الزمخشري
وجملة ( وما كنا ظالمين ) يجوز أن تكون معطوفة على ( ذكرى ) لأنه كالمصدر يقتضي مسندا إليه ، وعلى الوجهين فمفاد ( وما كنا ظالمين ) قريش والإنذار بأنهم سيحل بهم هلاك . الإعذار لكفار
وحذف مفعول ( ظالمين ) لقصد تعميمه كقوله تعالى : ولا يظلم ربك أحدا .